مُرشح لرئاسة إيران.. من هو علي لاريجاني؟
يعد علي لاريجاني هو أحد الشخصيات البارزة في السياسة الإيرانية، حيث لعب دوراً محورياً في العديد من المواقف السياسية في الجمهورية الإسلامية.
و لتحليل شخصيته وأدواره المختلفة، يجب النظر في خلفيته، إنجازاته السياسية، وأسلوبه في القيادة.
فقد وُلد علي لاريجاني في 3 يونيو 1957 في مدينة النجف بالعراق لعائلة دينية بارزة. والده، آية الله محمد لاريجاني، كان مرجعًا دينيًا، مما وفر له بيئة تربوية دينية صارمة.
كما انتقلت العائلة لاحقاً إلى إيران، حيث حصل علي على درجة الدكتوراه في الرياضيات من جامعة شريف التكنولوجية.
وبدأ لاريجاني مسيرته السياسية في الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب الإيرانية العراقية، حيث كان له دور في الإعلام العسكري، بعد ذلك، شغل مناصب متعددة منها:
- رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية
- مستشار الأمن القومي
- رئيس البرلمان الإيراني من 2008 إلى 2020
و خلال فترة رئاسته لهيئة الإذاعة والتلفزيون، أدخل لاريجاني العديد من التغييرات لتعزيز السيطرة الحكومية على الإعلام، مع محاولة تحسين جودة المحتوى الإعلامي.
كما كان لاريجاني رئيس فريق التفاوض النووي الإيراني بين 2005 و2007، حيث أدار مفاوضات مع القوى العالمية حول برنامج إيران النووي بهدف الحفاظ على حقوق إيران في استخدام الطاقة النووية وتجنب العقوبات الدولية.
وكرئيس للبرلمان، لعب دوراً رئيسياً في صياغة وتوجيه السياسات التشريعية، وعُرف بقدرته على التوسط والتوفيق بين الفصائل السياسية المختلفة داخل النظام الإيراني.
ويتسم لاريجاني بنهج براغماتي في السياسة، مما جعله قادراً على التكيف مع تغيرات الساحة السياسية الإيرانية والدولية.
و رغم خلفيته الأصولية، أظهر مرونة في بعض المواقف، مما أكسبه احتراماً من مختلف الأطياف السياسية.
كما يُعرف بمهاراته في التواصل وقدرته على الوساطة بين الأطراف المختلفة، سواء داخل البرلمان أو في المفاوضات الدولية، مما جعله فعالاً في تحقيق التوازن بين القوى المتنافسة داخل النظام الإيراني.
و تعكس شخصيته خلفيته الدينية، حيث يحافظ على صورة رجل الدين المحافظ مع تبني بعض السياسات الإصلاحية عندما يقتضي الأمر.
ويجسد علي لاريجاني شخصية سياسية مركبة في الجمهورية الإسلامية، تجمع بين التدين العميق والبراغماتية السياسية.
و هذا المزيج مكّنه من لعب دور رئيسي في العديد من المحطات السياسية الهامة في إيران. قدرته على التواصل والتوسط جعلته شخصية محورية في السياسة الإيرانية، بينما تظل خلفيته الدينية أساسًا صلبًا لنهجه السياسي.
