الخارجية الأمريكية زوّرت تقريرا يعفي إسرائيل من منع “مساعدات غزة”.. ما القصة؟
عبده حسن مصر 2030نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن المسؤولة السابقة في الخارجية الأمريكية ستايسي جيلبرت أن الوزارة زوّرت في وقت سابق من هذا الشهر تقريرا يُعفي إسرائيل من المسؤولية عن منع تدفق المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة.
وتركت ستايسي جيلبرت منصبها كمستشارة عسكرية مدنية كبيرة في وزارة الخارجية يوم الثلاثاء، حيث كانت واحدة من الخبراء الذين شاركوا في صياغة التقرير الذي نشر بموجب مذكرة الأمن القومي رقم 20 (NSM-20) في 10 مايو.
ووفقًا لتقرير NSM-20، فقد جاء أنه "من المعقول تقييم" أن إسرائيل استخدمت الأسلحة الأمريكية بطريقة "تتعارض" مع القانون الإنساني الدولي، لكن لم توجد أدلة كافية لربط أسلحة محددة قدمتها الولايات المتحدة بالانتهاكات.
ومن الجدير بالذكر أن وزارة الخارجية لم تقيم حاليًا أن الحكومة الإسرائيلية تحظر أو تقيد نقل أو توصيل المساعدات الإنسانية الأمريكية إلى غزة، وهذا الاستنتاج يعتبر مثيرًا للجدل.
كما تمتنع الولايات المتحدة عن تقديم مزيد من المساعدات العسكرية إلى إسرائيل، حيث تشير بنود في قانون المساعدات الخارجية إلى أنه في حال تم تأكيد حجب أي دولة لتوصيل المساعدات الأمريكية، سيتعين عليها التخفيض في المبيعات المقدمة لها.
ورغم العوامل الأخرى التي أثرت على تدفق المساعدات إلى غزة، مثل الأمن والعمليات العسكرية واليأس من الفلسطينيين، فإن إسرائيل كان لها دور في تقييد كمية المواد الغذائية والإمدادات الطبية التي تصل إلى هناك.
كما تشير ردود الفعل إلى اتفاق عام بين الخبراء في الوزارة بأن العرقلة الإسرائيلية لتدفق المساعدات الإنسانية هي مشكلة، وتشكك جيلبرت في التقرير الذي ينفي هذه الحقيقة.
وقد اتصلت صحيفة الغارديان بوزارة الخارجية للتعليق على تصريحات جيلبرت.
كما كانت جيلبرت واحدة من الخبراء المشاركين في إعداد تقرير NSM-20، لكنها قالت إنها تم استبعادها من العمل في النهاية.
وفي نهاية أبريل، تم إبلاغ الخبراء المتخصصين بأنهم لن يشاركوا في إعداد التقرير وأنه سيتم تعديله على مستوى أعلى.
و عند صدور التقرير في 10 مايو، اندهشت جيلبرت من مضمونه، خاصة الجزء الذي أكد أن إسرائيل لم تعرقل المساعدات الإنسانية.
وفي غضون ساعتين من نشر التقرير، أرسلت جيلبرت استقالتها عبر البريد الإلكتروني. وفقًا للسيناتور فان هولين، يجب أن يكون التقرير مبنيًا على تقييم صريح للحقائق والقانون، وهو ما أكده تصريحات جيلبرت.
وقد استقالة جيلبرت وسميث تُعزز عدد المسؤولين الذين استقالوا بسبب السياسة الأمريكية في غزة إلى تسعة، مما يعكس الاحتجاجات على تلك السياسة في إدارة بايدن.
وقال متحدث باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن الموظفين يعملون بجدية لتسريع تقديم المساعدات وحماية المدنيين وتعزيز الجهود الدبلوماسية.
وأكدت الوكالة استمرارها في التعامل بصراحة مع موظفيها حول عملها ووجهات نظرهم بشأن الصراع.
كما جاءت استقالات المسؤولين في ظل تفاقم المأساة الإنسانية في غزة، حيث يصل جزء ضئيل فقط من المساعدات الإنسانية عبر المعابر البرية التي تسيطر عليها إسرائيل.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تضرر رصيف أمريكي الصنع المخصص لتوصيل المساعدات الغذائية بسبب عاصفة على البحر الأبيض المتوسط.
بينما واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته الهجمات على مدينة رفح في أقصى جنوب غزة، حيث لجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين للمأوى من الهجمات الإسرائيلية.