”خاص” الحاجة هدى الرفداني .. أول تاجرة محاصيل وحبوب بالبحيرة.. ”ست بـ100 راجل وسمعتها زي الجنيه الدهب
خلود صلاح مصر 2030امتهنت مهنة الرجال وارتدت ثوب التجارة في مقتبل عمرها بعد أن توفى زوجها وهي بعمر الـ24، عقلها بميزان ويديها مكيال حفظت كل أنواع وأشكال الحبوب والمحاصيل لتصبح "دكتورة مجال التجارة"، وكلمتها مسموعة بين عتاولة السوق ومضارب الأرز، رحلة شقاء وكفاح على مدار 15 عامًا طبعت على وجهها ملامح الصبر والمثابرة على العمل وكسب الرزق الحلال.
ترتدي العباءة وبيدها قلم من مادة معدنية يطلق عليه "قلم العينة" وباليد الأخرى كشف حساب، تخرج من منزلها بالصباح الباكر لتمر على المزارعين بموسم الحصاد تفحص المحصول وتقدر ثمنه لتشتريه منهم، اسمها لمع بين التجار والمزارعين لأمانتها وشطارتها وزي المثل المصري ما بيقول "ست بـ100 راجل وسمعتها زي الجنيه الدهب"، لقبوها بـ "الحاجة هدى" ملكة تجارة المحاصيل الزراعية بمحافظة البحيرة.
التقت "بوابة مصر 2030" مع الحاجة "هدى داغر" في العقد الرابع من العمر، و تاجرة الحبوب والمحاصيل الزراعية الوحيدة بمحافظة البحيرة، لتروي رحلة كفاحها وارتداءها ثوب التجارة، قائلة: توفى زوجي وترك لي 3 أطفال وأصبحت أرملة وأنا بعمر الـ 24، لم أتذوق حلو الدنيا فكنت في مقتبل عمري وأصبحت أعيل أسرة مسئولة عن كافة احتياجاتهم، ولم أكن أعمل أو لدي وظيفة، فعزمت الأمر وتوكلت على الله وقررت أن امتهن مهنة زوجي وهي تجارة المحاصيل.
وتابعت تاجرة المحاصيل: في البداية كان الأمر صعبًا، والمزارعين والتجار ينظرون باستغراب كوني امرأة وهذه مهنة رجال، ولكني أثبت للجميع أنني استطيع العمل حتى لمع اسمي بين التجار والفلاحين المزارعين بالمصداقية والأمانة في البيع والشراء، وعلى مدار 15 عامًا اتعامل مع مضارب الأرز وكبار التجار، هذه المهنة سترتني وعلمت أولادي فمنهم بالجامعات والثانوية.
وأضافت "داغر" ببدأ يومي من بعد صلاة الفجر، استقل السيارة مع العمال لأمر على المزارعين لأشتري المحاصيل، ثم أقوم بتوريدها لمضارب الأرز، ليس لدي وقت محدد للعمل، فيومي متجزأ ما بين التحصيل من الأراضي الزراعية وبين التوريد، وأنصح كل سيدة أن تعمل وتكسب بالحلال في إرضاء الله أولاً، فلابد أن تعلم وتربي أبناءها على القيم والمبادئ، خاصة الأرملة مهمتها مضاعفة تقوم بدور الأب والأم.