المشروبات الغازية والشوكولاتة.. كيف أصبحت مصدرًا لتمويل الحرب في السودان؟
مارينا فيكتور مصر 2030مضى أكثر من عام على حرب السودان، وفي هذه الفترة الزمنية تغير السودان كثيرًا، لاسيما في الحياة اليومية للمواطن السوداني الذي بات يواجه أوضاعا معيشية صعبة ويكافح لكسب قوته اليومي.
وأصبح السودان الغني بالثروات الطبيعية يمتلك مادة أصبحت عاملاً مهماً في يوميات الحرب ومصدراً لتمويل طرفي الصراع والمزارعين على حد سواء.
الصمغ العربي
الصمغ العربي هو مكون غير معروف يدخل في صناعة الشوكولاتة والصودا والعلكة والحلويات والعديد من السلع الاستهلاكية الأخرى، وهو عبارة عن عصارة مجففة عديمة الطعم والرائحة تستخدم كمثبت أو عامل سماكة أو مستحلب للعديد من الأطعمة والمشروبات ومستحضرات التجميل والأدوية أيضاً.
ويتم حصاد حوالي 80٪ منه في العالم من أشجار السنط السودانية، التي تنمو في الحزام الصحراوي الذي يمتد من حدود السودان الغربية مع تشاد إلى حدودها الشرقية مع إثيوبيا، ويغطي مساحة تبلغ حوالي 200 ألف ميل مربع.
ولتصدير هذه المادة على التجار السودانيين المرور بمدنية الأبيض التي يسيطر عليها الجيش السوداني وتفرض عليها قوات الدعم السريع حصاراً منذ يونيو 2023، حيث تعد الممر الرئيسي في البلاد لتصدير الصمغ العربي والذي يذهب إلى تشاد ومصر بورتسودان على البحر الأحمر.
كيف أصبحت مصدرًا لتمويل الحرب؟
وأصبحت هذه المادة مصدراً لتمويل طرفي الصراع في البلاد، حيث يقوم التجار بالتوجه نحو مدينة الأبيض في قوافل ويدفعون أموالا عند نقاط تفتيش لقوات الدعم السريع تقدر بحوالي 330 دولار، للعبور وعدم تعرض بضاعتهم للنهب.
بالإضافة إلى تلك المدفوعات يسلم تجار الصمغ العربي أيضاً ما بين 60 إلى 100 دولار لمقاتلي قوات الدعم السريع الذين يرافقون قوافل التجار في شاحنات صغيرة.
بالإضافة إلى قيام قوات الدعم السريع بجمع الأموال من خلال سيطرتها على معظم الطرق الزراعية الرئيسية، يفرض الجيش السوداني الذي يدير حكومة الأمر الواقع في البلاد الضرائب والرسوم الجمركية الأخرى على تجارة الصمغ العربي.
السودان أحد أكبر المصدرين في العالم
يشار إلى أن الصمغ العربي هو أحد الصادرات الزراعية الرئيسية في السودان. وفي عام 2022، صدر السودان الصمغ العربي بقيمة حوالي 183 مليون دولار، مما يجعله أحد أكبر 10 صادرات للبلاد بشكل عام، وفقًا لأحدث البيانات المتاحة.
ويقول التجار إنهم يتوقعون انخفاض إنتاج السودان بنحو النصف خلال هذا الموسم، الذي يمتد من أكتوبر إلى مايو تقريباً، حيث انضم العديد من الشباب الذين يحصدون المحصول عادة للقتال، بينما كان آخرون يخشون الخروج لإتمام الحصاد. وفي الوقت نفسه، ارتفعت الأسعار بنحو الثلثين لتصل إلى 5000 دولار للطن المتري، كما يقول التجار.