مخاوف تتصاعد.. هل ينجر الأردن إلى تعقيدات الصراع الإقليمي؟
عبده حسن مصر 2030تتصاعد المخاوف بشأن احتمالية انجرار الأردن إلى تعقيدات الصراع الإقليمي نتيجة التوترات المتزايدة الناتجة عن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وهذه المخاوف تأتي في وقت تعتبر فيه المملكة الهاشمية حليفًا قديمًا للولايات المتحدة وموقعًا على معاهدة سلام مع إسرائيل منذ ثلاثة عقود، مما يضعها في مرمى المجموعات المدعومة من إيران في العراق.
ففي أكتوبر 2023، ومع اندلاع حرب غزة، شهدت الحدود الأردنية العراقية تجمع أكثر من 800 متظاهر عراقي، يُزعم أنهم مرتبطون بوحدات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، عند معبر طريبيل.
وهؤلاء المتظاهرون دعوا إلى إنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة وطالبوا بالوصول إلى الأراضي الفلسطينية عبر الأردن، مما أسفر عن منع دخول نحو ثلاثين شاحنة نفط إلى المملكة.
ويعتبر هذا التطور جزءًا من محاولات الجماعات المدعومة من إيران لتعطيل تدفق النفط بين العراق والأردن، مما يعكس انقسامًا سياسيًا متزايدًا بين هيئة التنسيق الشيعية الحاكمة في العراق والجماعات المسلحة التي دعمت وصول إدارة محمد شياع السوداني إلى السلطة.
وفي أعقاب التصعيد الإقليمي، زاد استخدام الأسلحة من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران ضد الأردن.
وفي خضم احتجاجات كبيرة مؤيدة للفلسطينيين في عمان، أعلن المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقية استعداد المجموعة لتسليح أكثر من 12 ألف مقاتل من "المقاومة" في الأردن.
وفي الشهر التالي، صادرت السلطات الأردنية مخبأ للأسلحة يُزعم أنه تم تهريبه إلى البلاد عبر سوريا، مما أثار اتهامات بمسؤولية ميليشيا ترعاها الدولة ومرتبطة بإيران، وهي ادعاءات نفتها إيران بشدة.
وقد أثار مشروع خط أنابيب البصرة-العقبة مخاوف من استخدامه كوسيلة لنقل النفط العراقي إلى الأسواق الإسرائيلية، مما يقلل الاعتماد على مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران.
وأعرب رئيس المجلس السياسي لحركة حزب الله النجباء عن رفضه الشديد لهذا المشروع، مهددًا بمقاومة أي محاولات لتطوير خط الأنابيب.
وعلى الرغم من التصعيدات السابقة ضد السعودية والإمارات، امتنعت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران حتى الآن عن استهداف المراكز السكانية الرئيسية ومنشآت الطاقة في الأردن.
وهذا التحول يحمل آثارًا عميقة نظراً لدور الأردن المتنامي في ديناميكيات الطاقة الإقليمية.