بعد إعلان أيرلندا والنرويج وإسبانيا التاريخي.. ماذا يعني الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟
عبده حسن مصر 2030مع انضمام أيرلندا والنرويج وإسبانيا، أصبحت غالبية الدول في العالم تعترف بفلسطين، حيث إن ما يقرب من ثلاثة أرباع أعضاء الأمم المتحدة يعترفون بها.
فلا توجد قواعد دولية ملزمة تحدد متى يجب على دولة أن تعترف بأخرى، لكن القانون الدولي يوفر بعض المبادئ التوجيهية.
ووفقًا لاتفاقية مونتيفيديو لعام 1933، تتطلب الدولة أربعة معايير أساسية: سكان دائمون، حكومة، حدود محددة، والقدرة على الدخول في علاقات مع الدول الأخرى.
وكثير من الأماكن المعترف بها كدول لا تلتزم بتلك المتطلبات بشكل كامل، مثل ليبيا التي تمتلك حكومتين متنافستين.
وفي هذه الحالات، قد تختار الدول الاعتراف بإحدى الحكومتين بناءً على شرعيتها، وتظهر بعض الدول بعد إعلان الحركات الوطنية استقلالها وسعيها للاعتراف الدولي.
ففي عام 1988، أعلن ياسر عرفات، زعيم منظمة التحرير الفلسطينية، فلسطين كدولة مستقلة بحدود تستند إلى الأراضي التي كانت تحت سيطرة الدول العربية قبل حرب الأيام الستة عام 1967.
وبعد الحرب، سيطرت إسرائيل على تلك الأراضي، بنهاية عام 1988، اعترف ما يقرب من نصف أعضاء الأمم المتحدة بفلسطين، واليوم، يبلغ هذا الرقم 140 دولة، ومن المتوقع أن تنضم أيرلندا والنرويج وإسبانيا رسميًا إلى القائمة.
كما أن معظم الدول الغربية لا تعترف بفلسطين، وتدعم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا حل الدولتين، لكنها ترفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلا بعد اتفاق الطرفين.
وترفض إسرائيل التحركات الأحادية الجانب وتصر على التفاوض المباشر حول الوضع النهائي، رغم معارضة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لحل الدولتين.
ونتيجة لعدم اعتراف العديد من الدول، لم تمنح الأمم المتحدة فلسطين سوى اعتراف جزئي.
ففي عام 1974، أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية كيانًا مراقبًا، وفي عام 2012، تمت ترقية فلسطين إلى دولة مراقبة غير عضو.
وللحصول على عضوية كاملة، تحتاج فلسطين إلى موافقة مجلس الأمن، حيث تتمتع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بحق النقض.
وفي إبريل الماضي، طرحت الجزائر، العضو في مجلس الأمن، مسألة الاعتراف بفلسطين للتصويت.
وأيد 12 من أصل 15 عضوًا الاعتراف، لكن الولايات المتحدة اعترضت، وامتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت.
وقد بررت السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد ذلك بعدم سيطرة الفلسطينيين الكاملة على أراضيهم بسبب إدارة حماس لجزء كبير منها.
وبالنسبة للفلسطينيين، فوائد الاعتراف الدولي رمزية بالأساس، رغم وجود آثار عملية مثل القدرة على فتح سفارات في البلدان المعترفة.
ومع ذلك، لن يتمتع الشعب الفلسطيني بمزايا وحريات الدولة الكاملة ما لم تقبل إسرائيل ذلك.
وقد انهارت آخر المحادثات المباشرة بين الطرفين في عام 2014، ويبدو أن استئنافها مستحيل في الظروف الحالية، ومع ذلك، تظل الحاجة إلى مفاوضات جديدة ماسة للغاية.