حرب السودان.. ما أهمية مدينة الفاشر في الصراع بين الجيش والدعم السريع؟
مارينا فيكتور مصر 2030تشتد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية الفاشر منذ الجمعة الماضي، إذ لم يتوقف القصف المدفعي العشوائي والغارات الجوية التي استهدفت شرق المدينة وشمالها، في محاولة من قوات الدعم السريع، التي تفرض حصارا محكما على المدينة.
ما هي الفاشر؟
تعتبر الفاشر واحدة من أقدم مدن دارفور التاريخية، ويبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة من جملة سكان الإقليم الذين يقارب عددهم 9.5 ملايين نسمة، وتضم 5 مستشفيات رئيسية، 3 منها في الخدمة، وتؤوي عشرات الآلاف من النازحين الموجودين في المدارس وبعض المساكن في الأحياء الجنوبية منها.
مركز للمساعدات الإنسانية
تشكل الفاشر مركزا للمساعدات الإنسانية في دارفور، كما تعد واحدة من أهم المدن الاستراتيجية في الإقليم الذي يربط حدود السودان بكل من ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى، ومركز إنساني للأمم المتحدة، يضمن توزيع المساعدات المنقذة للحياة عبر ولايات دارفور الخمس وفقا للاحتياجات.
وتتميز مدينة الفاشر بكثافة سكانية حيث تعتبر عصب الإقليم الاقتصادي للمدينة الثانية بعد نيالا والخريطة القبلية المعقدة مع وجود معسكرات النزوح ذات الكثافة السكانية العالية من حرب دارفور الأولى التي بدأت بمناوشات قبلية كنزاع على الموارد بين الرعاة والمزارعين.
مدينة الفاشؤ
يسيطر الجيش السوداني على الفاشر، منذ اندلاع الحرب في إبريل 2023، وتُقاتل إلى جانبه حركات مسلحة وقعت اتفاق سلام جوبا مع الحكومة عام 2020
وتعد الفاشر المدينة الوحيدة في إقليم دارفور غير خاضعة لسيطرة الدعم السريع التي حازت خلال الأشهر الماضية على ولايات جنوب ووسط وشرق وغرب دارفور وأبعدت القوات المسلحة من هذه الولايات، لكن يسعى الدعم لاحضاعها لنفوذه.
كيف تبدو الأحداث في الفاشر؟
نزح نحو نصف مليون شخص إضافي إلى المدينة خلال الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، مع وصول التوترات المستمرة منذ فترة طويلة في شأن دمج القوتين إلى ذروتها.
وبعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على بلدة مليط، اختلفت التوازنات مما أدى إلى حصار الفاشر فعلياً، وتبادل عنيف للقتال واشتباكات وقصف عشوائى أوضع المزيد من الضحايا فى صفوف المدنيين.
لماذا تتركز المعارك بين الجيش والدعم السريع في الفاشر؟
تعيش مدينة الفاشر حالة من العنف والتوتر بسبب المواجهات العسكرية المستمرة بين الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، مما تسبب في مأساة إنسانية خطيرة في المدينة، منذ منتصف أبريل الماضي.
وفي مايو احتدم القتال واندلعت المواجهات فى المدينة بين طرفى القتال بعد أن شهدت الفاشر خلال الفترة الماضية هدوءا نسبيا، وأصبحت ملاذا آمنا للنازحين الذين لجؤوا إليها من مختلف مدن البلاد بسبب تداعيات الحرب الدائرة.
الوضع الإنساني بالفاشر
تشهد المدينة أوضاع إنسانية كارثية، هذا كان وضف نائب منسق الشئون الإنسانية للسودان في الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية أوتشا طوبي هاروارد، الذى حذر من الوضع الإنساني الحالي بمدينة الفاشر بالسودان.
وقال إن القصف المدفعي لمدينة الفاشر أدى لنزوح العديد من السكان ومقتل عشرات الأشخاص المدنيين، ومن الصعب حاليًا إيصال المساعدات الإنسانية لمدينة الفاشر؛ بسبب النزاع.
كما أن النظام الصحي منهار تمامًا هناك، حيث خرجت عدد من المستشفيات عن الخدمة بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.