بالتفاصيل.. لماذا أعلن سوناك انتخابات مبكرة في بريطانيا؟
مارينا فيكتور مصر 2030دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أمس الأربعاء، إلى إجراء انتخابات عامة في الرابع من يوليو المقبل، بعد أشهر من التكهنات حول الموعد، وهو تصويت يتوقع على نطاق واسع أن يخسره حزب المحافظين الحاكم أمام حزب العمال المعارض بعد 14 عاما في السلطة.
الخروج من "أزمة تكلفة المعيشة"
بدأت المملكة المتحدة في الخروج من "أزمة تكلفة المعيشة" التي شهدت ارتفاع أسعار السلع الأساسية منذ العملية الروسية في أوكرانيا قبل عامين.
في حين كانت رسالة سوناك إلى البلاد كل تلك المدة، هي أن الاقتصاد يسير على المسار الصحيح، وأن حزبه وحده هو القادر على تحقيق الاستقرار.
وكان العديد من المراقبين يتوقعون إجراء الانتخابات في الخريف، ربما في أكتوبر أو نوفمبر، لكن يبدو أن سوناك يعتقد أن آفاق حزبه من غير المرجح أن تتحسن بين الحين والآخر، وربما كان يأمل أن يسمح له عنصر المفاجأة بالتصويت، وفقا لصحيفة "الجارديان".
ماذا بعد ذلك؟
حصل سوناك على إذن من الملك "بحل البرلمان"، وهي السلطة التي يملكها رسميا ملك بريطانيا، رغم أن هذا القرار يعود فعليا إلى رئيس الوزراء.
وبعد الثلاثين من مايو، يتوقف البرلمان الحالي عن الوجود رسمياً، ويصبح نوابه مرشحين، كما يستمر وزراء الحكومة في مناصبهم ويمارسون مهامهم لحين تشكيل الإدارة الجديدة.
في حين أظهرت استطلاعات للرأي أن حزب العمال حقق بزعامة كير ستارمر تقدما كبيرا على المحافظين منذ أشهر، ويتوقع معظم الخبراء فوزا مريحا نسبيا له..
ومع ذلك، يمكن للحملات الانتخابية في بعض الأحيان تغيير النتيجة - كما حدث في عام 2017، عندما دعت رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي لإجراء انتخابات بينما كانت متقدمة في استطلاعات الرأي، لكنها خسرت أغلبيتها بعد حملة كارثية.
ثم كان عليها أن تحكم بالشراكة مع الحزب الوحدوي الديمقراطي في أيرلندا الشمالية (DUP).
وسيركز حزب العمال، الذي شعاره الرئيسي هو "التغيير"، على حالة الخدمات العامة، وخاصة الخدمة الصحية الوطنية، حيث نمت قوائم الانتظار بشكل كبير.
ويزعم كلا الحزبين أنهما متشددان فيما يتعلق بالهجرة، حيث وعد سوناك مرارا وتكرارا بـ "إيقاف القوارب"، لكن حزب العمال يقول إن خطته لإرسال الأشخاص الذين يأتون إلى المملكة المتحدة عبر طرق غير قانونية لإعادة توطينهم في رواندا مكلفة وغير عملية.
كذلك يأمل الديمقراطيون الليبراليون، بقيادة إد ديفي، الذي كان وزيرا في حكومة 2010-2015 في السلطة إلى جانب المحافظين، في تحدي حزب سوناك في سلسلة من المقاعد في جميع أنحاء جنوب المملكة المتحدة.
وقال مكتب رئيس الوزراء إنه سيجري تعطيل عمل البرلمان يوم 24 مايو، وحله في 30 من الشهر ذاته، قبل إجراء الانتخابات.
جاء ذلك بعد أشهر من التكهنات حول موعد دعوته لإجراء انتخابات جديدة، حيث وقف سوناك أمام مكتبه في داوننغ ستريت وأعلن أنه سيدعو لإجراء الانتخابات في وقت مبكر عما توقعه البعض، في استراتيجية محفوفة بالمخاطر في ظل تأخر حزبه في استطلاعات الرأي.