انتصار وعُزلة.. ما تبعات اعتراف أيرلندا وإسبانيا والنرويج بدولة فلسطين؟
مارينا فيكتور مصر 2030أثار اعتراف إيرلندا وإسبانيا والنرويج، الأربعاء، بدولة فلسطينية "مستقلة"، العديد من التساؤلات بشأن تداعيات الخطوة على المسرح السياسي والدولي خاصة مع الانتقادات اللاذعة التي وجهتها الحكومة الإسرائيلية وتهديدها باتخاذ "إجراءات عقابية".
وأوضح الخبراء والمحللين السياسيين أن هناك عددًا من المزايا لهذا القرار، على رأسها مزيد من حشد الدعم الدولي للتضامن مع القضية الفلسطينية، ودعم جهود إقامة دولتها المستقلة بما يدفع دولًا أخرى للحاق بهذا الركب.
ومن ناحية أخرى، قد يكون لهذه الخطوة انعكاسات سلبية جراء اعتزام إسرائيل المضي قدما في إجراءات تستهدف تضييق الخناق على المسؤولين الفلسطينيين، وربما تمتد لوقف تحويل أموال المقاصة الفلسطينية للنرويج، وفق المحللين.
ويدخل الاعتراف حيز التنفيذ في 28 مايو الجاري.
مواقف تاريخية.. وتداعيات
ويرى محللون أن اعتراف إيرلندا وإسبانيا والنرويج بالدولة الفلسطينية يأتي امتداداً لمواقفهم "التاريخية" تجاه القضية الفلسطينية، إذ احتضنت مدريد أول مؤتمر للسلام عام 1991، في حين ساهمت النرويج في التوصل إلى اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في حين أن كفاح إيرلندا ضد الاستعمار ساهم في تأييدها حق الشعوب بتقرير مصيرها.
وقد تشجع هذه الخطوة التاريخية دولًا أخرى للاعتراف بالدولة الفلسطينية بما يؤدي لزيادة عدد هذه الدول، فإسبانيا لها علاقات قوية ووثيقة بالدول اللاتينية، وسيكون لقرارها تأثير مهم على تلك الدول لدعم الدولة الفلسطينية.
مزيد من العزلة لإسرائيل
كما قد يؤدي الاعتراف الأخير لمزيد من العزلة الدولية على إسرائيل والدول الراعية لها، وحشد مزيد من الدعم في المؤسسات الأممية والدولية لصالح قيام الدولة الفلسطينية والدفاع عن مصالحها.
في مرحلة ما بعد الحرب، قد يكون هناك تفكير في فرض عقوبات من هذه الدول على إسرائيل، حال تماديها في الانتهاكات بحق الفلسطينيين، وإن لم تستجب للجهود الدولية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية.
كما اعتبر المحللون أن هذه الاعتراف رسالة قوية لواشنطن أن دعم تل أبيب وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية موقف خاطئ.
أول انتصار على الأرض
ومن باريس، ترى المحللة السياسية جيهان جادو، في تصريحات صحفية، أن اعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين "خطوة مهمة للتحرك الدولي إزاء الانتهاكات التي تحدث للفلسطينيين"، واصفة إياه بأنه "الخطوة الأهم والانتصار الأكبر منذ السابع من أكتوبر".
وأشارت إلى أن هذا التحرك قد يتبعه اعتراف أوروبي آخر من دول لا توجد بها سيطرة للجماعات اليهودية، وبالتالي يدعم الجهود الدولة لوقف مخططات تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية.