حكم ذبح الأضحية في البلاد الفقيرة بدلًا من وطن المضحي


ردت دار الإفتاء المصرية على استفسار وصلها من خلال موقعها الرسمي، حول مدى جواز وشرعية ذبح الأضحية في بلاد فقيرة بدلاً من البلاد التي ينتمي إليها المضحي.
ذبح الأضحية في البلاد الفقيرة
لترد دار الافتاء موضحة:" ان الأولى أن يذبح المضحِّي أضحيته ويوزعها في بلده وسط أهله، فإن ضحى في غير بلده كما هو موضوع السؤال فقد أجزأه وهو خلاف الأولى، وذلك كله بشرط كفاية مساكين بلد المضحي ووطنه؛ وهذا لا يحصل إلَّا بالتعاون مع المؤسسات والجهات القائمة بذلك؛ لأنها المنوطة بالإفادة عن وجود فائض عن حاجة البلاد من عدمه.
فضل الأضحية وبيان حكمها
للأضحية فضل عظيم عند الله تعالى؛ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» أخرجه الترمذي في "جامعه".
وهي سُنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء؛ من المالكية في المشهور، والشافعية والحنابلة والظاهرية. ينظر: "مواهب الجليل" للحَطَّاب (3/ 238، ط. دار الفكر)، و"روضة الطالبين" للنووي (3/ 228، ط. المكتب الإسلامي)، و"المغني" لابن قُدَامَة (9/ 435، ط. مكتبة القاهرة)، و"المحلى" لابن حزم (6/ 3، ط. دار الفكر).
حكم ذبح الأضحية في البلاد الفقيرة بدلًا من وطن المضحي
الأصل في ذبح الأضاحي أن تكون ببلد المضحي كما جرت به السُّنَّة العملية.
قال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (8/ 425، ط. دار الفكر): [الأفضل أن يضحي في داره بمشهد أهله هكذا قاله أصحابنا] اهـ.
فإن ذبحها في غير بلده ففي الإجزاء وجهان عند الشافعية؛ الأول: لا تجزئ، والثاني: تجزئ مع كونه خلاف الأَوْلى.