قلق أمريكي من إطلاق روسيا لمركبة فضائية للأسلحة النووية المضادة للأقمار الصناعية.. ماذا حدث؟
عبده حسن مصر 2030تشهد واشنطن حالة من القلق المتزايد بعد الكشف عن إطلاق روسيا لقمر صناعي في فبراير 2022، يعتقد أنه جزء من برنامج سلاح مضاد للأقمار الصناعية، يمكن تزويده برأس نووي.
و هذا القمر الصناعي، الذي أطلق عليه اسم Cosmos-2553، أثار العديد من التساؤلات والمخاوف داخل الأوساط الحكومية الأمريكية، بدءاً من إدارة بايدن وصولاً إلى الكونغرس وخبراء الأمن الخارجيين.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، فإن Cosmos-2553 لا يحمل سلاحًا نوويًا في الوقت الحالي، لكن يُعتقد أنه جزء من برنامج أوسع لتطوير أسلحة مضادة للأقمار الصناعية تحمل رؤوسًا نووية.
هذا البرنامج الروسي كان موضع اهتمام ورصد من قبل الولايات المتحدة لسنوات، لكن القدرة على تحديد مدى التقدم المحرز فيه قد تحسنت مؤخراً بشكل ملحوظ.
وفي حال تم نشر السلاح، يمكن أن تمنح هذه التقنية موسكو القدرة على تدمير مئات الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض بتفجير نووي واحد.
هذه الأقمار الصناعية تشمل أصولاً حيوية للحكومة الأمريكية والقطاع الخاص، مثل كوكبة ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس، التي لها دور كبير في المجهود الحربي في أوكرانيا.
ويدور القمر الصناعي Cosmos-2553 في مدار غير عادي حول الأرض، ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه يعمل كمختبر لتطوير مكونات غير نووية لنظام الأسلحة الجديد.
ومع ذلك، لم يتم بعد نشر أي من هذه المكونات الجديدة بشكل رسمي من قبل روسيا.
من جانبها، تصر روسيا على أن مركبة Cosmos-2553 مخصصة للأبحاث العلمية، وهو ادعاء يراه المسؤولون الأمريكيون غير معقول في ظل المعطيات الحالية.
ويشير هؤلاء المسؤولون إلى أن الولايات المتحدة كانت تدرك منذ سنوات نوايا روسيا في تطوير قدرات نووية مضادة للأقمار الصناعية، لكن القدرة على متابعة التطورات الأخيرة تعكس تحسناً في جهود الاستخبارات الأمريكية.
كما أن الإفصاح عن هذه التفاصيل لم يكن متاحاً سابقاً، ولكنه أسهم في تأجيج حالة القلق في واشنطن حول الطموحات النووية الفضائية لروسيا.
وفي فبراير، أعرب النائب مايك تورنر، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، عن مخاوفه بإصدار بيان غامض يشير إلى "تهديد خطير للأمن القومي" للولايات المتحدة، ودعا الرئيس بايدن إلى رفع السرية عن المعلومات المتعلقة بهذا التهديد.
ولاحقاً، أعلن البيت الأبيض أن روسيا تسعى لتحقيق قدرة "مثيرة للقلق" في مجال الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، واعتبر المسؤولون الأمريكيون أن هذا يمثل مصدر قلق كبير، رغم تأكيدهم أنه لا يشكل تهديدًا فوريًا لأمن الأمريكيين، حيث لم يتم نشر السلاح في الفضاء بعد، وليس من المتوقع أن يستهدف أهدافاً على الأرض.
ووصف أحد المطلعين على البرنامج القمر الصناعي بأنه "نموذج أولي" لسلاح مستقبلي، بينما أشار آخرون إلى أن البرنامج الروسي لم يصل إلى مرحلة التنفيذ الكاملة بعد.
ويعكس هذا الوضع حالة من عدم اليقين والقلق داخل الأوساط الأمنية الأمريكية، حيث تستمر روسيا في تطوير قدراتها التكنولوجية والعسكرية بوتيرة قد تهدد التوازن الأمني في الفضاء.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال المطروح هو كيفية تعامل الولايات المتحدة وحلفائها مع هذا التحدي الجديد في ميدان الفضاء، وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان أمن الأقمار الصناعية الحيوية ومنع أي تهديد محتمل من الوصول إلى مرحلة التنفيذ.