محمد إدريس ديبي.. كيف تحول من رئيس انتقالي إلى حاكم فعلي لـ«تشاد»؟
أُعلن فوز القائد العسكري التشادي، محمد إدريس ديبي إتنو، في الانتخابات الرئاسية التي جرت هذا الأسبوع، وذلك وفقًا للنتائج الأولية التي اعترض عليها منافسه الرئيسي، رئيس الوزراء سوكيس ماسرا.
وأصدرت الوكالة الوطنية المسؤولة عن إدارة الانتخابات في تشاد نتائج الانتخابات يوم الاثنين، قبل أسابيع من الموعد المقرر، حيث أظهرت النتائج فوز إتنو بنسبة 61% من الأصوات، بينما جاء ماسرا في المركز الثاني بنسبة 18.5%.
وشهدت العاصمة نجامينا إطلاق نار بعد الإعلان، إلا أنه لم يتضح ما إذا كان ذلك احتفاليًا.
كان من المتوقع أن تظهر النتائج الأولية في وقت لاحق، ولكن تم الإعلان عنها مبكرًا، وهو ما أثار الجدل.
وتوقع المحللون فوز إتنو في الانتخابات الرئاسية، التي تأخرت بسبب الحكم العسكري لثلاث سنوات، حيث استولى إتنو على السلطة بعد مقتل والده الذي حكم البلاد لثلاثة عقود، في قتال مع المتمردين في عام 2021.
وتشاد، الدولة المصدرة للنفط والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 18 مليون نسمة، لم تشهد انتقالًا حرًا وعادلاً للسلطة منذ استقلالها في عام 1960 بعد عقود من الاستعمار الفرنسي.
فقبل الإعلان عن النتائج، نشر ماسرا خطابًا عبر فيسبوك، اتهم فيه السلطات بالتلاعب بالنتائج، ودعا قوات الأمن التشادية إلى عدم الانصياع لأوامر إتنو، محذرًا من أن ذلك قد يؤدي إلى ارتكاب أعمال لا يمكن تصحيحها ولا يغتفرها.
ولم يتم الرد على الفور من مكتب الرئيس بعد إعلان النتائج. وبعد الإعلان، خرج المؤيدون للقائد العسكري والمدنيون إلى الشوارع سيرًا على الأقدام وعلى الدراجات النارية والسيارات، حيث أطلقوا أبواق السيارات ورفعوا الأعلام.
عبّر أدوم محمد، أحد سكان نجامينا، عن إعجابه بالإقبال العالي، مشيرًا إلى أن هذا يدل على وعي الناس ونضوجهم في المشاركة في العملية الانتخابية.
وقد فر رئيس حزب "المتحولون" المعارض، سوكيس ماسرا، من تشاد في أكتوبر 2022، وذلك بعدما قامت الحكومة العسكرية بحملة قمع ضد الاحتجاجات التي تلت قرار إيتنو تمديد فترة حكمه، وقتل أكثر من 60 شخصًا في تلك الاحتجاجات التي وصفتها الحكومة بأنها "محاولة انقلاب".
ووفقًا لاتفاق بين وزير المصالحة في تشاد وحزب ماسرا، فقد سمح الاتفاق بعودة المنفيين السياسيين والشخصيات المعارضة الأخرى إلى البلاد، حيث تم تعيين أحدهم لاحقًا رئيسًا للوزراء.
حيث تعتبر الولايات المتحدة وفرنسا تشاد واحدة من آخر الحلفاء المستقرين في منطقة الساحل الأفريقية، خاصة بعد الانقلابات العسكرية التي شهدتها بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
