التفاصيل الكاملة لكارثة الفيضانات في البرازيل
عبده حسن مصر 2030تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها ولاية ريو غراندي دو سول في جنوب البرازيل في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في البلاد، حيث راح ضحيتها 37 شخصاً، وبقي 74 آخرون في عداد المفقودين.
وتعرضت المدن لفيضانات قياسية دمرت المنازل وأجبرت السكان على النزوح، مما أدى إلى إجلاء الآلاف من سكانها.
وتعد هذه الكارثة البيئية هي الرابعة من نوعها خلال عام واحد، إذ سبق للولاية أن تعرضت لفيضانات في يوليو، سبتمبر، ونوفمبر، مما أسفر عن وفاة 75 شخصاً بشكل عام.
وتجاوزت مستويات الفيضانات التي شهدتها الولاية ما شهدته خلال طوفان تاريخي في عام 1941، بحسب الهيئة الجيولوجية البرازيلية، حيث وصل منسوب المياه في بعض المدن إلى أعلى مستوياته خلال نحو 150 عاماً.
كما تعرضت المنطقة لانهيار جزئي في سد لمحطة للطاقة الكهرومائية بين مدينتي بينتو جونكالفيس وكوتيبورا، مما تسبب في غمر المياه لمدن بأكملها في وادي نهر تاكواري، مثل لاجيدو وإستريلا.
وفي بلدة فيليز، تم جرف جسر رئيسي يربطها بالمدينة القريبة لينها نوفا بشكل كبير بفعل الفيضانات.
وتسبب انقطاع الكهرباء والاتصالات والمياه في العديد من المناطق في إجلاء أكثر من 23 ألف شخص من منازلهم، وبسبب انقطاع الإنترنت والهاتف، كان من الصعب على السكان توفير المعلومات والتحديثات لأقاربهم الذين يعيشون في مناطق أخرى.
واستمرت المروحيات في الطيران فوق المدن المنكوبة، حيث كانت الأسر التي تقطعت بها السبل تنتظر الإنقاذ على أسطح المنازل.
وهذه الكارثة تجسد الضرر الهائل الذي يمكن أن تلحقه الظروف الجوية القاسية، وتؤكد على ضرورة تعزيز التوعية والاستعداد لمثل هذه الحالات للحد من الخسائر البشرية والمادية في المستقبل.
وقال مارسيلو سيلوتشي، كبير خبراء الأرصاد الجوية في المركز الوطني للرصد والإنذار بالكوارث الطبيعية، في مقابلة مع شبكة التلفزيون العامة البرازيلية يوم الجمعة، إن هطول الأمطار بدأ يوم الاثنين، ومن المتوقع أن يستمر حتى يوم السبت على الأقل.
وفي ليلة الخميس، حذر الحاكم إدواردو ليتي سكان الولاية، المعروفين باسم الجاوتشو، من استمرار هطول الأمطار والفيضانات، مشيراً إلى أنه من المتوقع تفاقم الوضع في بورتو أليجري، كما أضاف الحاكم: "كإنسان، أنا مدمر من الداخل، مثل أي غاوتشو.
لكن كمحافظ، أنا هنا صامد وأضمن أننا لن نتعثر. نحن نفعل كل شيء بتركيز واهتمام وانضباط وغضب، لضمان إنجاز كل شيء في متناول أيدينا".
تتأثر الطقس في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية بظاهرة النينيو المناخية، حيث يؤدي ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية في المحيط الهادئ الاستوائي إلى تأثيرات جوية متباينة.
وفي البرازيل، سببت ظاهرة النينيو تاريخياً حالات جفاف في الشمال وأمطار غزيرة في الجنوب.
في هذا العام، كانت تأثيرات ظاهرة النينيو خاصة دراماتيكية، حيث شهدت منطقة الأمازون جفافاً تاريخياً.
ويقول العلماء إن الطقس المتطرف يحدث بشكل متكرر أكثر بسبب تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري.