مظاهرات جورجيا تتفاقم.. ما علاقة واشنطن بها؟

تفاقمت حدة المظاهرات في جورجيا، على وقع قانون «التأثير الأجنبي»، الذي اقترب البرلمان من إقراره، ويأتي ذلك بين المخاوف الداخلية ومطامع الانضمام للاتحاد الأوروبي، والضغوط الخارجية خاصة الغربية.

وتظاهر عشرات الآلاف ضد مشروع القانون، أمام مبنى البرلمان وفي شوارع العاصمة، وهم يلوّحون بأعلام جورجيا والاتحاد الأوروبي.

وقابلت السلطات المظاهرات بالقوة، في حين اتهم رئيس وزرائها إيراكلي كوباخيدزر واشنطن بـ«تأجيج ثورة» في البلاد.

اتهامات لواشنطن

واتهم رئيس وزراء جورجيا، اليوم الجمعة، رسميا الولايات المتحدة، في منشور على منصة "إكس" بدعم ما وصفه بـ"محاولات الثورة"، وذلك في أعقاب دعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تشهدها تبليسي.

جانب من مظاهرات جورجيا

وقال كوباخيدزه، عقب محادثة مع المسؤول في وزارة الخارجية، ديريك شوليت، إن "القانون ضروري لاستئصال الجماعات التي تمول العنف وتدعم العمليات الثورية".

وكرر كوباخيدزه حجته التي يسعى خلالها إلى تصوير الدعم الأمريكي لمنظمات المجتمع المدني الجورجية على أنه يغذّي حركات المعارضة في البلاد.

أسباب رفض القانون

ويستنكر المتظاهرون مشروع القانون ويطلقون عليه اسم «القانون الروسي»، لأن موسكو تستخدم تشريعات مماثلة لوصم وسائل الإعلام والمنظمات الإخبارية المستقلة التي تنتقدها، بحسب قولهم.

ويقول منتقدو مشروع القانون إنه سيتم استخدامه لإسكات المعارضة وتجريم المعارضة، ما يجبر المنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلا من الخارج على التسجيل كـ"عملاء أجانب" لدى أجهزة الأمن الداخلي.

الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

وتؤيد الأغلبية الساحقة من سكان جورجيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتنتقد السياسات التي تنتهجها الحكومة.

وأظهر استطلاع أجراه المعهد الجمهوري الدولي، نُشر في أبريل 2023، أن 50% لديهم وجهة نظر سلبية للغاية، أو سلبية إلى حد ما، بشأن علاقات الحكومة مع روسيا، ورأى 44% أن الحكومة موالية لروسيا أكثر من الغرب.

فيما أظهر استطلاع نشره المعهد الديمقراطي الوطني في ديسمبر 2023 أن 79% من سكان جورجيا يؤيدون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وكان المتظاهرون احتشدوا في تبليسي لأكثر من شهر ضد قانون "العملاء الأجانب".

وصوت البرلمان الجورجي، الأربعاء الماضي، بغالبية 83 صوتا مقابل 23 لاعتماد مشروع القانون في قراءة ثانية، ومن المتوقع أن تقدم الحكومة مشروع القانون للقراءة الثالثة والأخيرة في 17 مايو.

وقال حزب "الحلم الجورجي"، إنه يريد إقراره ليصبح قانونا قبل نهاية مايو الجاري.