أمريكا وإسرائيل تتصارعان مع رؤى متضاربة بشأن إنهاء حرب غزة.. ما القصة؟
عبده حسن مصر 2030مع انتهاء جولته السريعة في الشرق الأوسط هذا الأسبوع، أكمل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لقاءاته مع الرئيس الإسرائيلي وأقارب الرهائن الأمريكيين الذين تحتجزهم حماس.
وفي ختام زيارته، غادر فندقه الذي يطل على الشاطئ في تل أبيب، ليتفاعل مع المتظاهرين الذين احتشدوا في الخارج.
حيث قدّم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تصريحًا حيث أعلن أن هناك اتفاقًا جديدًا بشأن الرهائن يتمثل في تبادلهم مقابل وقف إطلاق النار.
وأكد أن إعادة الأحباء إلى منازلهم تمثل هدفًا أساسيًا لجهودهم، مشددًا على أهمية عودة الجميع إلى ديارهم، سواء كانوا رجالًا، نساء، جنودًا، مدنيين، كبارًا، أو صغارًا.
فمنذ بداية الحرب في أكتوبر، حذّر نتنياهو من التعبير العلني عن التعاطف مع المتظاهرين المحبطين. وفي تعليقاته الأخيرة، ركز على التهديدات البرية المحتملة، مثل غزو مدينة رفح في جنوب غزة، معلنًا أن الهجوم قد يحدث سواء تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أم لم يتم.
فعلى الرغم من أنها لم تكن المرة الأولى التي وعد فيها نتنياهو بغزو آخر معقل لحماس في غزة، فإن المسؤولين الأمريكيين فوجئوا بتوقيت التصريح.
ويُعتبر التهديد بشن هجوم على رفح وسيلة لفرض الضغط على حماس لقبول الصفقة، لكن ذلك يتوقف على مدى قناعة قادة حماس بأن إطلاق سراح الرهائن ووقف القتال لفترة مؤقتة قد يؤدي في النهاية إلى وقف دائم لإطلاق النار وتجنب معركة دامية في رفح.
ويُذكر أن أكثر من مليون نازح من غزة قد لجأوا إلى المنطقة بحثًا عن مأوى.
فبعد ما يقرب من سبعة أشهر من الحرب، تبدو الأهداف المعلنة والجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة وإسرائيل متباعدة أكثر من أي وقت مضى، وتستمر هذه الفجوة في التوسع في ظل الضغوطات السياسية الداخلية للرئيس بايدن ونتنياهو.
ويتصوّر بايدن وكبار مساعديه مسارًا يتضمن إطلاق سراح حوالي ثلاثين رهينة في غضون أسابيع، وتفعيل وقف مؤقت لإطلاق النار يؤدي إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
كما وافقت الدول العربية البارزة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، على المشاركة في جهود إعادة الإعمار وتعزيز الأمن، بالإضافة إلى التوجه نحو تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
ومؤخرًا، أظهر المسؤولون الإسرائيليون بعض المرونة في شروط اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أعلنوا عن نية تقليص عدد الرهائن الذين يجب على حماس إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى إلى 33 بدلاً من 40.
ومع ذلك، على الرغم من تلك المناورات الإسرائيلية، فإن نتنياهو لا يزال يرفض فكرة وقف دائم لإطلاق النار، ويشدد على التزامه بالقضاء على حماس والمقاتلين في رفح، برغم اعتقاد المسؤولين الأمريكيين بعدم إمكانية تحقيق هذا الهدف.
وتعارض الإدارة الأمريكية غزو رفح، وتؤكد على أهمية تنفيذ إسرائيل لعمليات محددة ضد قادة حماس، دون شن هجمات كبيرة، كما أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
كما تواجه إدارة بايدن ضغوطًا متزايدة، مع تزايد المعارضة لدعمها الثابت لإسرائيل، مما يعرض للخطر فرصها في الانتخابات القادمة، بالإضافة إلى تجنب انتقادات الشركاء العرب والحكومات العالمية.
وفيما يتعلق بالحل السياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، تختلف وجهات نظر بايدن ونتنياهو، حيث يعمل الأمريكيون على خطة تشجيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وغيرها، شريطة أن تلتزم إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية.
ومع ذلك، يعارض نتنياهو هذا الاقتراح، كما يفعل العديد من الإسرائيليين.