التفاصيل الكاملة للقاء قيادات فتح وحماس في بكين
في إطار جهود تعزيز المصالحة الفلسطينية الداخلية، التقى مسؤولون من حركتي حماس وفتح في العاصمة الصينية بكين.
ووصف المسؤولون الصينيون الاجتماع بأنه محادثات متعمقة وصريحة، وذلك في تأكيد على الرغبة في تحقيق التقارب والتعاون بين الأطراف الفلسطينية المتنافسة.
فكانت المناقشات في بكين غير متوقعة لتحقيق الكثير، حيث اقترح المسؤولون الأمريكيون أن تقوم السلطة الفلسطينية بمساعدة في إدارة غزة بعد الحرب، وهو أمر يتطلب موافقة حماس.
وهذا التقاسم المحتمل للسلطة يتطلب تنازلات كبيرة، وتجتمع فتح وحماس دون تقدم واضح في تشكيل حكومة موحدة، وما زال هناك اختلافات واسعة بينهما بشأن العديد من القضايا.
ومع ذلك، بالنسبة لبكين، فقد خدمت هذه الاجتماعات كفرصة لتعزيز دور الصين كقوة عظمى وصانعة للسلام، خاصة في مواجهة الولايات المتحدة.
وقامت بكين بدور مهم في إعادة ترتيب العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية، وعرضت مجموعة من المبادئ لحل الصراع في أوكرانيا، على الرغم من اعتراض أوكرانيا وحلفائها الغربيين على مصداقيتها.
كما يعتقد المحللون أن التأكيد على القضية الفلسطينية يسهم في دعم حجة بكين لجلب دول صغيرة حول العالم إلى مواقفها المشتركة ضد التدخل الغربي.
وريتشارد ماكجريجور، زميل بارز في معهد لوي في سيدني، يقول إن الربط بين هذه المبادرات والسياسة الخارجية لبكين يبرز ادعاؤها لتمثيل الدول النامية، أو ما يعرف بـ "الجنوب العالمي".
كما يضيف أن هذه الإيماءات تتوافق مع أولويات الصين الحالية في تعلم كيفية استخدام قوتها العظمى بمهارة لجذب الأطراف المتنازعة إلى الحوار.
وقد حضر موسى أبو مرزوق، عضو بارز في الجناح السياسي لحركة حماس، وعزام الأحمد، عضو في اللجنة المركزية لفتح، التجمع في العاصمة الصينية، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.
وفي مؤتمر صحفي، أعلن لين جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أن ممثلين عن حماس وفتح أجروا محادثات في بكين مؤخرًا واتفقوا على مواصلة الحوار، دون تحديد تاريخ الاجتماع.
وتاريخ العلاقة بين فتح وحماس مشحون، حيث خسرت فتح الانتخابات التشريعية أمام حماس في عام 2006، واستولت حماس على السلطة في غزة في عام 2007، مما أدى إلى تقسيم الفلسطينيين سياسيًا وإقليميًا.
