اعتقال عشرات المتظاهرين المتضامنين مع غزة من جامعات أمريكية.. القصة الكاملة

اعتقل عشرات الأشخاص في مظاهرات داعمة للفلسطينيين في جامعتي ييل في ولاية كونيتيكت ونيويورك في مانهاتن، فيما يستمر الطلاب في التظاهر ضد الحرب الإسرائيلية في غزة.

أكدت الجامعة أن 47 متظاهرًا على الأقل تم اعتقالهم داخل حرم جامعة ييل في نيو هيفن بولاية كونيتيكت مساء الاثنين، ومن المتوقع مواجهة الطلاب المعتقلين إجراءات تأديبية.

يأتي ذلك بعد قرار جامعة كولومبيا بإلغاء الدروس الحضورية يوم الاثنين ردًا على إقامة المتظاهرين مخيمات داخل حرم الجامعة في مدينة نيويورك الأسبوع الماضي.

فعدة مئات من الأشخاص كانوا يحتجون في حرم جامعة ييل، مطالبين الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات المصنعة للأسلحة العسكرية.

كما أعلنت جامعة ييل أنها طلبت مراراً وتكراراً من الطلاب المحتجين مغادرة المكان، وحذرتهم من أنهم قد يتعرضون لإجراءات قانونية وتأديبية في حال عدم الامتثال.

وفي نيويورك، توجه الضباط إلى معسكر في جولد بلازا بالقرب من جامعة نيويورك بعد غروب الشمس، وهناك تحدى مئات المتظاهرين تحذيرات الجامعة بمواجهة عواقب إذا لم يخلوا من الساحة.

ويظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي الشرطة وهي تزيل الخيام في مخيم المتظاهرين في مشهد متوتر وفوضوي في بعض الأحيان، حيث قذف بعض الضباط الخيام وتشابك آخرون مع المتظاهرين.

وتصاحب الاشتباكات بين المتظاهرين والضباط هتافات: "لن نتوقف، لن نرتاح، وأكد متحدث باسم شرطة نيويورك أن الاعتقالات تمت بعد طلب الجامعة من الشرطة فرض مخالفات التعدي على ممتلكات الغير، مع الإشارة إلى أن العدد الإجمالي للاعتقالات والاستشهادات سيظل مجهولاً حتى وقت لاحق.

وذكرت صحيفة "واشنطن سكوير نيوز" الطلابية أن الشرطة في نيويورك أعلنت من خلال مكبر الصوت أنها قد اعتقلت الطلاب بسبب "السلوك غير المنضبط"، وأن المتظاهرين كانوا يعرقلون حركة المرور بشكل غير قانوني.

وجاءت إجراءات إنفاذ القانون في جامعتي ييل ونيويورك بعد أيام قليلة متوترة في الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وقد استدعت رئيسة جامعة كولومبيا، نعمات مينوش شفيق، شرطة نيويورك الأسبوع الماضي لإخلاء خيمة في حديقتها الرئيسية للطلاب الذين يطالبون الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات التي لها علاقات بإسرائيل.

وتم القبض على أكثر من 100 طالب يوم الخميس بتهمة التعدي على ممتلكات الغير، وتم إيقاف الدروس الشخصية في حرم جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك يوم الاثنين، بهدف "إعادة ضبط" الوضع و"تهدئة الضغينة".

وظهر معسكر جديد الآن ونظم مئات من أعضاء هيئة التدريس إضرابًا جماعيًا للتعبير عن احتجاجهم على طريقة التعامل مع الوضع.

كما قال بسام خواجة، المحاضر المساعد في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا والمحامي المشرف في عيادة حقوق الإنسان بالكلية، لصحيفة الغارديان إنه "شعر بالصدمة والفزع لأن الرئيس ذهب على الفور إلى قسم شرطة نيويورك".

وأضاف: "كان هذا احتجاجًا سلميًا بكل المقاييس. كانت مجموعة من الطلاب يخيمون في الحديقة وسط الحرم الجامعي، ولا يختلف الأمر عن الحياة اليومية في الحرم الجامعي".

وبعد حملة القمع في جامعة كولومبيا، قام الطلاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة بإطلاق احتجاجاتهم الخاصة تضامنًا، داعين جامعاتهم إلى دعم وقف إطلاق النار في غزة وسحب الاستثمارات من الشركات التي لها علاقات مع إسرائيل.

كما نظم الطلاب في جامعات مثل براون وبرينستون ونورث وسترن احتجاجات خلال يوم الجمعة وعطلة نهاية الأسبوع.

وبدأ الطلاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكلية إيمرسون، وكلاهما في بوسطن، في تنظيم مخيمات احتجاجية خاصة بهم.

وتجري أعمال احتجاجية أيضًا في مؤسسات أخرى مثل جامعة بوسطن، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل.