ملفات استراتيجية وتوقيع 20 اتفاقية في عدة مجالات.. ماذا تحمل زيارة أردوغان إلى العراق؟
مارينا فيكتور مصر 2030وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، إلى بغداد في زيارة رسمية للعراق هي الأولى له منذ أكثر من عقد، يناقش خلالها ملفات عدة أبرزها تقاسم المياه وصادرات النفط.
وكان قد زار أردوغان العراق للمرة الأخيرة في عام 2011 حين كان رئيسا للوزراء، حيث شهدت علاقات البلدين خلال العقد الفائت توترات بشأن عدد من القضايا الخلافية.
ومن المقرّر أن يلتقي الرئيس التركي نظيره العراقي عبداللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، كما سيزور أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1991.
تاريخ ونقاط مشتركة
وقال السوداني في تصريحات قبيل الزيارة "العراق وتركيا لديهما تاريخ ونقاط مشتركة ومصالح وفرص، وأيضا أمامهما مشاكل: المياه والأمن سيكونان في مقدمة هذه المواضيع المطروحة" على جدول أعمال الزيارة.
توقيع مذكرات تفاهم
وكان أردوغان أشار في منتصف أبريل إلى أنّ "مسألة المياه" ستكون "إحدى أهم النقاط" التي ستبحث خلال الزيارة في ظلّ "الطلبات" التي قدمتها بغداد بهذا الشأن، مؤكدا أن تركيا "ستبذل جهدا لحلّها".
وكشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مؤتمر صحافي الأحد أن الزيارة ستشهد توقيع أكثر من عشرين اتفاقية "في مجالات الطاقة والزراعة والمياه والصحة والتعليم، وعلى وجه الخصوص، الأمن".
اتفاق استراتيجي حول ملف المياه
ومن ضمن هذه المبادرات "اتفاق استراتيجي حول ملف المياه"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء العراقية الحكومية عن المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي.
قفزة نوعية
فيما يتعلّق بالموارد المائية، لطالما انتقد العراق إقدام جارته الشمالية على بناء سدود تسبّبت بانخفاض كبير في منسوب مياه دجلة والفرات اللذين ينبعان من أراضي تركيا، قبل أن يعبرا العراق من أقصاه الى أقصاه.
وفي حين تدعو الحكومة العراقية لتقاسم أفضل للمياه، تبدي تركيا دائما امتعاضها إزاء إدارة الموارد المائية من السلطات ومن قطاع الزراعة والري في العراق.
صادرات النفط
ويختلف البلدان كذلك بشأن صادرات النفط من إقليم كردستان التي كانت تمرّ عبر تركيا من دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد، وتوقّفت هذه الصادرات منذ أكثر من عام بسبب خلافات قضائية ومشاكل فنية.
وأعرب السفير العراقي في أنقرة ماجد اللجماوي عن أمله في "إحراز تقدم في ملفي المياه والطاقة، وكذلك عملية استئناف تصدير النفط العراقي عبر تركيا"، وفق بيان لوزارة الخارجية العراقية.
وتوقع اللحماوي توقيع "اتفاقية إطار استراتيجي" بين بغداد وأنقرة في "مجالات أمنية واقتصادية وتنموية"، معتبرا أن زيارة أردوغان ستحقّق "قفزة نوعية شاملة في علاقات التعاون بين العراق وتركيا".
مشروع طريق التنمية
كما يتوقّع أن يتضمن جدول الأعمال مشروع "طريق التنمية" للطرق والسكك الحديد، ومن شأنه أن يربط بحلول عام 2030، دول الخليج بتركيا عبر العراق، عبر شبكة بطول 1200 كيلومتر.
ويمثّل المشروع شراكة من شأنها تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وكان العراق خلال الربع الأول من السنة الحالية، خامس مستورد للمنتجات التركية من الحبوب والمواد الغذائية، والمواد الكيميائية، والمعادن وغيرها.