كيف كشف الهجوم الإيراني على إسرائيل قوة ترسانتها العسكرية؟
عبده حسن مصر 2030تقول التحليلات إن الهجوم الإيراني الأول المباشر على إسرائيل ليلة السبت أبرز قوة الجيش الإيراني وتقدمه في برنامج الأسلحة المحلية، وفي الوقت نفسه كشف عن حدود ترسانتها.
فبعد تحليل الذخائر المستخدمة في الهجوم وفاعلية أنظمة الدفاع الإسرائيلية، يشير الباحثون إلى التحديات التي تواجه إيران في تحقيق ضربات أكبر ضد إسرائيل باستخدام وسائل عسكرية تقليدية.
وقال الباحث جون كريزيزانياك، الذي يدرس برامج الصواريخ الإيرانية في مشروع ويسكونسن للحد من الأسلحة النووية: "إيران قامت بإطلاق كل ما تمتلكه بشكل أساسي ويمكن أن يصل إلى الأراضي الإسرائيلية".
وقد قضى كريزيزانياك وغيره من المحللين العديد من الأيام في دراسة مقاطع الفيديو للإطلاقات وصور الحطام ومعلومات الاعتراض لتحديد المتفجرات الإيرانية، وأوضح كريزيزانياك أن طهران "استخدمت بعضًا من كل الأنظمة المتاحة لديها".
وفيما يتعلق بالصواريخ المحتملة التي تم استخدامها في الهجوم، قال الخبراء إن من المنطقي استبعاد صواريخ سجيل-1 وشهاب-3.
وأشار فابيان هينز، محلل شؤون إيران في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في برلين، إلى أن صاروخ شهاب 3 "لم يستخدم لأنه قديم للغاية"، وأن "صاروخ سجيل هو صاروخ غامض إلى حد ما" ولم تكن لديه تطبيقات كثيرة خلال المناورات، مما يوحي بأن إنتاجه ربما لم يعد قيد الإنتاج.
وبإطلاق أكثر من 100 صاروخ باليستي في فترة قصيرة، تقدم كمية الذخائر المستخدمة رؤى جديدة حول قدرات إيران.
حيث يعتبر هذا النشاط مؤشرًا على أن التقديرات السابقة التي تشير إلى وجود حوالي 3000 صاروخ باليستي في المخزون قد تكون غير دقيقة، وقد تكون أقل من ذلك.
وفي هذا السياق، أشار جون كريزيزانياك إلى أن إطلاق أكثر من 100 صاروخ باليستي في وقت قصير يوحي بوجود ما لا يقل عن 100 منصة إطلاق في إيران، وهو معطى جديد يساعد الباحثين في فهم القدرات الصاروخية للبلد.
وأوضح: "هذا يظهر أن إيران لم تواجه في الواقع أي قيود في إنتاج الصواريخ ومنصات الإطلاق محليًا".
فالهجوم على إسرائيل يشير إلى أن العديد من الذخائر الإيرانية قد تكون ذات جودة منخفضة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن 99% من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها إيران تم اعتراضها أو فشل إطلاقها.
وفي تعليقه على ذلك، قال بهنام بن طالبلو، الذي يعمل كزميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ويكتب عن برنامج الصواريخ الإيراني، إن "بهذه الأسلحة وحدها، لن تكسب إيران حربًا".
كما شكلت الطائرات بدون طيار الإيرانية الموجة الأولى من الهجوم، حيث تم استخدامها في هجمات عبر الشرق الأوسط لسنوات نظرًا لكفاءتها وسهولة إنتاجها.
وأيضًا، قدمت إيران روسيا بعض هذه الطائرات للاستخدام في حربها في أوكرانيا، حيث كانت فعالة ومميتة.
ويقول المحللون إن من غير المرجح أن يتمكن أي نوع من الذخائر من تغيير قواعد اللعبة.
فبدلاً من ذلك، من المحتمل أن تستخدم إيران نفس الأنواع من الذخائر في هجمات مستقبلية، لكن بطريقة مختلفة، مثل تقليل التحذيرات المسبقة أو زيادة الهجمات المنسقة مع الجماعات المسلحة المتحالفة في المنطقة.