وسط استعدادات لمواجهة مباشرة.. محطات الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران منذ سنوات طويلة

على مدار سنوات طويلة، امتدت الحرب بين إيران وإسرائيل قبل أن تقرر طهران شن هجوم مباشر على إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ باليستي وطائرة مُسيّرة مساء السبت الماضي، لتغيّر المعادلة.

أول هجوم عسكري مباشر

ويعتبر أول هجوم عسكري مباشر لإيران على إسرائيل، لكن علاقتهما شهدت مواجهات عدة غير مباشرة، عبر هجمات سيبرانية وعمليات قتل وجماعات تعمل بالوكالة.

وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير، فإن الاستهداف الأخير جاء ردا على الهجوم الذي وقع في الأول من أبريل على قنصلية طهران في العاصمة السورية دمشق، وحمّلت إسرائيل مسؤوليته، دون أن تقر الأخيرة به.

وقال الجيش الإسرائيلي، الإثنين، إنه "اعترض 99 في المئة" من الصواريخ بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، وإن الهجوم لم يتسبب سوى بأضرار طفيفة طالت قاعدة عسكرية في جنوب البلاد.

من جانبها، نفذت إسرائيل عمليات استهدفت قادة إيرانيين ومواقع لميليشيات تابعة لها.

قصف مركز يهودي في الأرجنتين

أكدت أعلى محكمة في الأرجنتين، أن إيران خططت ونفذ حزب الله نيابة عنها، تفجيرا عام 1994 استهدف مركزا للجالية اليهودية في بوينس آيريس، مما أسفر عن مقتل 85 شخصا وإصابة أكثر من 300، وفق وكالة أسوشيتد برس.

وطالما نفت إيران وحزب الله تورطهما في الهجوم.

إسرائيل والبرنامج النووي الإيراني

قالت الصحيفة إن محللين سيبرانيين اكتشفوا عام 2010 أن فيروسا رقميا يحمل اسم "Stuxnet"، نجح في اختراق البرنامج النووي الإيراني.

وأضافت أنه "تبيّن لاحقا أن خبراء أميركيين وإسرائيليين هم وراء الهجوم، الذي تم بموجب أوامر سرية من الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما".

كما تعرضت منشأة نطنز النووية الإيرانية للاستهداف على مدار سنوات، ففي عام 2020، تعرضت لانفجار وحريق تسبب في أضرار جسيمة.

وقال السلطات الإيرانية حينها، إن "الولايات المتحدة وإسرائيل وراء الهجوم"، في حين لم يعلن أي من الطرفين مسؤوليته عن الاستهداف.

انقطاع التيار الكهربائي عن المنشأة

كما اتهمت إيران إسرائيل عام 2021 بالتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن المنشأة، مما تسبب في تلف بعض أجهزة الطرد المركزي. ولم تعلق إسرائيل بشكل رسمي، لكن وسائل إعلام عبرية أشارت إلى أن "الموساد كان وراء الهجوم".

كما سلطت واشنطن بوست الضوء على موت علماء مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني، فخلال عامي 2010 و2012، قُتل 4 علماء في حوادث منفصلة.

مقتل العالم النووي محسن فخري زاده

وفي نوفمبر 2020، قُتل العالم النووي البارز، محسن فخري زاده، في كمين خارج طهران. واتهم مسؤولون إيرانيون إسرائيل بالوقوف وراء ذلك، حسب واشنطن بوست.

غزة وتوترات إقليمية

بعد هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة حماس ضد إسرائيل، اتهمت الأخيرة إيران بدعم الحركة المسلحة، ولم يحملوها بشكل مباشر المسؤولية عن الهجوم.

وذكرت واشنطن بوست أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكد بعد ذلك أنه "لا يوجد دليل على تورط طهران بشكل مباشر في الهجوم".

لكن منذ بدأت إسرائيل عمليات عسكرية في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر، بدأ وكلاء إيران في استهداف إسرائيل سواء بالصواريخ أو المسيّرات أو الإضرار بمصالحها الاقتصادية، كما فعلت جماعة الحوثي في البحر الأحمر.

كما كانت سوريا مسرحا لعمليات غير مباشرة، حيث تتهم إيران والنظام السوري إسرائيل بشن غارات على مناطق في سوريا تضم مصالح إيرانية.

استهداف مبنى قنصلية إيران في دمشق

وكان هجوم الأول من أبريل من أبرز تلك الهجمات، حيث استهدفت غارة جوية قيل إنها إسرائيلية مبنى قنصلية إيران في دمشق، مما أسفر عن مقتل أعضاء في الحرس الثوري الإيراني، من بينهم قادة كبار.

وقالت إيران إن هجومها الأخير على إسرائيل كان ردا على استهداف قنصليتها في دمشق.