بعد الهجوم الأخير.. هل يكون «التحالف الاستراتيجي» ورقة إسرائيل لمواجهة إيران؟

في ليلة السبت، قامت إيران بإطلاق أكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ باتجاه إسرائيل، في أول هجوم مباشر من نوعه على الدولة الإسرائيلية.

وأعلنت طهران أن الهجوم كان رداً على ضربة استهدفت مبنى دبلوماسياً إيرانياً في العاصمة السورية دمشق في الأول من أبريل، مما أسفر عن مقتل شخصية بارزة في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وثمانية ضباط آخرين.

كما أعلنت إسرائيل أن إيران قامت بإطلاق 170 طائرة مسيرة، وأكثر من 30 صاروخ كروز، وأكثر من 120 صاروخا باليستيا باتجاه أراضيها.

وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، بأن إسرائيل وحلفاؤها نجحوا في اعتراض 99% من الصواريخ القادمة.

وأوضح أن جميع الطائرات بدون طيار والصواريخ الكروز تم إسقاطها قبل وصولها إلى إسرائيل، لكن عددًا قليلاً من الصواريخ الباليستية تمكنت من اختراق الدفاعات، مما تسبب في أضرار طفيفة لقاعدة نيفاتيم الجوية في صحراء النقب الجنوبية.

وقال هاجاري إن 12 شخصاً أُصيبوا، بينهم فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات أُصيبت في رأسها بشظايا.

وصرّح الملازم أول بيتر ليرنر، المُتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لشبكة سكاي نيوز أن الفتاة "تقاتل من أجل حياتها".

وأشارت وكالة فرانس برس للأنباء إلى أنها من المجتمع البدوي قرب بلدة عراد الجنوبية، وترقد في العناية المركزة.

كما تشير التقارير إلى أن المحركات المزعجة للطائرات بدون طيار كانت تعمل ببطء مشابه لطائرة شاهد 136، والتي كانت تحتاج إلى ست ساعات للسفر من إيران إلى إسرائيل.

ورغم ذلك، أشارت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن إيران استخدمت طائرات شاهد 238 ذات المحركات النفاثة، والتي تسمح بسرعة أعلى بثلاث مرات، ويتزامن وقت الرحلة لهذه الطائرات مع الأحداث التي وقعت بين عشية وضحاها.

فيما أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان صادر في تمام الساعة 10 مساءً بتوقيت جرينتش يوم السبت أنه شن هجومًا يحمل اسم "عملية الوعد الحقيقي"، حيث أطلق "عشرات الصواريخ والطائرات بدون طيار" على أهداف محددة في إسرائيل.

وقد استغرق وصول الطائرات بدون طيار إلى المجال الجوي الإسرائيلي عدة ساعات، وبدأت التنبيهات بالسماع في جميع أنحاء إسرائيل قبل الساعة الثانية صباحًا بالتوقيت المحلي، مما دفع السكان للبحث عن مأوى، في حين قامت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بإضاءة سماء الليل بالانفجارات.

وظهرت لقطات على الإنترنت تظهر اعتراض طائرات مسيرة في محيط المسجد الأقصى بالقدس.

كما تم إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ من إيران، بالإضافة إلى إطلاق مقذوفات من العراق وسوريا واليمن خلال الليل، تنشط القوات الإيرانية في سوريا، وهناك تحالفات مع جماعات متشددة في العراق واليمن.

وحركة حزب الله اللبنانية، التي تعتبر وكيلاً قوياً لإيران، أعلنت عن إطلاق صواريخ على مواقع إسرائيلية في مرتفعات الجولان، وذلك تزامنًا مع الهجمات الإيرانية، وأيضًا بعد ساعات من ذلك.

وفي الوقت نفسه، قامت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، بالتدخل السريع لصد الهجمات القادمة، حيث أعلن الرئيس جو بايدن أن بلاده قامت بإسقاط معظم الطائرات بدون طيار والصواريخ المهاجمة.

وأفاد ريشي سوناك بأن مقاتلات سلاح الجو الملكي البريطاني نجحت في إسقاط عدد من الطائرات الهجومية بدون طيار الإيرانية.

كما تم اعتراض هذه الطائرات في سوريا والعراق، حيث كانت قوات سلاح الجو الملكي البريطاني تشارك بنشاط في عملية شادر ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وذكرت مصادر أمنية لوكالة رويترز أن الدفاعات الجوية الأردنية تصدت وأسقطت عددًا من الأسلحة الإيرانية التي دخلت مجالها الجوي.

كما تنتقد المملكة الأردنية بشدة إسرائيل، على الرغم من توقيعها على معاهدة سلام، وهي تحالف وثيق للولايات المتحدة.

وأشار هاغاري إلى مشاركة فرنسا في الدفاع عن إسرائيل، مؤكدًا أن فرنسا تمتلك تكنولوجيا متقدمة وقدرات عسكرية متميزة، ولكنه لم يكن لديه معلومات دقيقة حول مشاركة الطائرات الفرنسية في إسقاط الصواريخ الإيرانية.

ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إيران إلى التوقف الفوري عن الهجمات، بينما أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، التصعيد الخطير الذي شنته الجمهورية الإسلامية ضد إسرائيل.

وأكد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، أن العملية حققت أهدافها وانتهت، في حين حذرت إيران إسرائيل من رد أكبر إذا استمرت الهجمات، مهددة بضرب القواعد الأمريكية في حال دعمت واشنطن أي عمل عسكري إسرائيلي ضدها.

وأعلن مسؤولون أمريكيون عزمهم على تهدئة التوترات وعدم المشاركة في أي رد إسرائيلي محتمل، بينما أشار وزير الحكومة الإسرائيلية بيني غانتس إلى أن إسرائيل سترد بقوة على الهجمات الإيرانية، وقال وزير الدفاع يوآف غالانت إن إسرائيل تسعى لتشكيل تحالف استراتيجي ضد "تهديد إيران".