إسرائيل في حالة تأهب قصوى وتدرس الرد على الهجوم الإيراني.. ما التفاصيل؟
تتناول إسرائيل استراتيجية رد فعلها على الهجوم الإيراني الغير مسبوق بالصواريخ والطائرات بدون طيار على أراضيها، حيث أكدت أنها لن تتحرك بمفردها على الفور، لكنها أصرت على جاهزية قواتها وموافقة القيادة على "العمل الهجومي والدفاعي".
ومن جانبها، حذرت واشنطن من عدم مشاركتها في أي هجوم مضاد إسرائيلي ضد طهران، في حين قامت القوات الإسرائيلية بتفادي معظم الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها إيران مساء السبت.
وعلى صعيد الاستراتيجية العسكرية، أشار عضوان في مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي إلى التحضير لرد طويل المدى على الهجوم الإيراني، بينما لم يصرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقرار رسمي.
وأكد مسؤولون أمريكيون خطورة الهجوم الإيراني الذي كان يحمل أكثر من 100 صاروخ باليستي، وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانتس إلى الفرصة التي أتاحها الاعتراض الناجح للهجوم لتشكيل "تحالف استراتيجي" ضد إيران.
وفي سياق مماثل، أعلن بيني غانتس، عضو حكومة الوحدة الإسرائيلية في زمن الحرب، عن نيتها بناء تحالف إقليمي وفرض عقوبات على إيران بالطريقة والتوقيت المناسب.
ومع ذلك، أكد الأدميرال دانييل هاغاري، المتحدث الرئيسي باسم القوات المسلحة، في وقت لاحق يوم الأحد: "في الساعات القليلة الماضية، تم التوصل إلى اتفاق على خطط تشغيلية للعمليات الهجومية والدفاعية".
كما حاول الرئيس بايدن ومسؤولوه إقناع رئيس الوزراء نتنياهو وحكومته بأن نجاح الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، بدعم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلفائهم، في صده للهجمات يعتبر إنجازًا بحد ذاته، مما يظهر التفوق العسكري لإسرائيل وحلفائها، وأوضح أن اللجوء إلى هجوم مضاد على إيران لا يعد حلاً استراتيجيًا مناسبًا.
كما أشار بايدن خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو في الساعات الأولى من صباح الأحد إلى أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم من هذا النوع ضد الأراضي الإيرانية.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن: "نحن ملتزمون بدعم إسرائيل ولكننا لن نشارك في أي عمليات عسكرية ضدها وهذه السياسة ثابتة للغاية"، وأكدت الإدارة الأمريكية التزامها بتهدئة التوترات الإقليمية وعدم رغبتها في تصاعد الصراعات الإقليمية.
ومع ذلك، لا يزال الوضع في الشرق الأوسط متوترًا بعد الهجوم الإيراني المباشر، الذي دفع حرب الظل المستمرة منذ سنوات بين إسرائيل وإيران إلى التصعيد، مما يترتب عنه تداعيات محتملة في جميع أنحاء المنطقة.
وتفيد تقارير بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان اليوم الأحد، فيما يتعلق بالجبهة الإقليمية الساخنة في غزة، أعلن نتنياهو أن حماس رفضت اقتراح وقف إطلاق النار، وأن إسرائيل ستواصل مساعيها بكامل القوة هناك.
وصرحت إيران بأن هجومها كان استجابة لـ"الجرائم الإسرائيلية"، لكنها الآن تعتبر أن الأمر قد انتهى، وأكد رئيس أركان الجيش الإيراني، اللواء محمد باقري، أن رد إيران سيكون أكبر بكثير في حال ردت إسرائيل على الهجوم.
وأصدر قادة مجموعة السبع بيانًا يدينون فيه الهجوم الإيراني على إسرائيل، مؤكدين التزامهم بأمن إسرائيل، وأشار بايدن إلى أنه سيجتمع مع المجموعة لتنسيق رد دبلوماسي موحد على الهجوم الإيراني.
وحثت روسيا والصين وتركيا، بالإضافة إلى الدول العربية مثل مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة، على ضبط النفس، ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق يوم الأحد.
وأعلن المستشار الألماني، أولاف شولتز، خلال زيارته للصين، أنه سيبذل قصارى جهده لوقف المزيد من التصعيد، محذرًا من استمرار التصعيد وخاصة من قبل إيران.
وبعد إلغاء مفاجئ لرحلاتها ليل السبت، بدأت بعض شركات الطيران استئناف رحلاتها، في حين ستظل المدارس في إسرائيل مغلقة يوم الاثنين.
ولم يتم إعادة فتح المجال الجوي الإيراني، مما أدى إلى تراجع أسعار الأسهم في أسواق الأسهم في إسرائيل ودول الخليج عند الافتتاح يوم الأحد.
