برد ”محدود” وتحذيرات من ”سوء التقدير”.. كيف يبدو مشهد الصراع بين إيران وإسرائيل؟
مارينا فيكتور مصر 2030كانت القوات الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى، يوم أمس الجمعة، تحسبا لضربة هجومية من قبل إيران أو وكلائها، والتي حذر محللون ومسؤولون من أنها قد تؤدي إلى رد فعل إسرائيلي، وربما تثير صراعا أوسع في المنطقة.
ويتوقع أمريكيون وإيرانيون، الجمعة، أن تشن طهران هجوما في نهاية هذا الأسبوع، ردا على الغارة الجوية التي وقعت في الأول من أبريل، والتي ضربت فيها طائرات حربية مبنى السفارة الإيرانية في دمشق، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنرالات وقادة آخرين.
إسرائيل وإيران لا ترغبان في إثارة حرب شاملة
وقال محللون عسكريون، إن إسرائيل وإيران لا ترغبان في إثارة حرب شاملة يمكن أن تجر إليها الولايات المتحدة، لكن سوء التقدير بشأن الخطوط الحمراء لأي من الجانبين قد يؤدي إلى تصعيد في الأعمال العدائية.
وقال المحللون، إن الرد الإيراني "حتمي" بالنظر للمكانة البارزة التي يتمتع بها أحد الجنرالات الذين قتلوا في سوريا، وهو محمد رضا زاهدي، القائد الأعلى في فيلق القدس الإيراني.
وصرح مهدي محمدي، كبير مستشاري محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني: "بالنسبة لكل لاعب حكيم، تأتي لحظة يتغير فيها حساب التكلفة والعائد ويتم إعادة ضبط جميع الاستراتيجيات.. في إيران، تلك اللحظة كانت الهجوم في دمشق".
تترقب إسرائيل والولايات المتحدة غارات وهجمات تنفذها إيران كرد انتقامي على قصف مجمع سفارتها في دمشق مطلع أبريل الحالي، حيث يتوقع أن تطلق طهران عشرات المسيرات والصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية.
ويرى متابعون، أن إسرائيل تتوقع أن تأتي الضربة من إيران بطريقة تسمح لها بحفظ ماء وجهها، لكنها ستكون مدروسة بما يكفي لعدم إثارة رد فعل مضاد أكثر شراسة.
وقال عاموس جلعاد، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، إن الإيرانيين "لا يريدون حربا شاملة.. لذلك قد يهاجمون أهدافا تمكنهم من إعلان أنهم حققوا نصرًا عظيمًا".
من جهته، صرح داني سيترينوفيتش، ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق، أن "إيران وإسرائيل لا تحتفظان بأي قنوات اتصال رسمية مباشرة، مما يجعل فرص كل جانب لإساءة قراءة نوايا الطرف الآخر أكبر بكثير".
كيف ستنتقم إيران؟
ويعتقد محللون ومسؤولون استخباراتيون أمريكيون، أن إيران ستضرب أهدافا متعددة داخل إسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة، حسبما قال ثلاثة مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مسائل استخباراتية.
ويبقى الموقع الذي تستهدفه هذه الضربات، ومكان إطلاقه ومن سيقوم بتنفيذه والخسائر التي من المتوقع أن تسببها معطيات سرية للجميع باستثناء أعلى المستويات في الحكومة والجيش الإيرانيين، وفقا لنيويورك تايمز.
تحذيرات إسرائيلية من أي تصعيد إيراني
وحذرت إسرائيل من أن أي هجوم ينطلق من داخل إيران على أهداف داخل إسرائيل سيعتبر تصعيدا يتطلب رد فعل.
وقال دانييل هاجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الخميس، إن مثل هذا الهجوم سيكون "دليلا واضحا على نوايا إيران لتصعيد الشرق الأوسط والتوقف عن الاختباء وراء وكلائها".
وشددت إسرائيل التي لم تتبن الضربة في دمشق، على أنها سترد على أي استهداف إيراني، بينما أكدت حليفتها واشنطن دعمها في مواجهة أي تهديد.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه تم استدعاء وحدات احتياطية إضافية لتعزيز نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، مع إلغاء إجازات الجنود المقاتلين.
والجمعة شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، على أن إسرائيل والولايات المتحدة تقفان "جنبا إلى جنب" في مواجهة إيران.
وقال في بيان عقب لقائه كوريلا "أعداؤنا يظنون أن بإمكانهم المباعدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن العكس هو الصحيح: إنهم يقربوننا من بعضنا البعض ويعززون روابطنا".
وشدد جالانت في اتصال بنظيره الأمريكي، لويد أوستن، الخميس، أن "إسرائيل لن تتساهل مع ضربة إيرانية ضد أراضيها".
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من أنه "اذا قامت إيران بهجوم من أراضيها سترد إسرائيل وتهاجم إيران".