الإعدام لـ «سيدة العقارات».. ما قصة أكبر عملية احتيال مالي في تاريخ فيتنام؟
مارينا فيكتور مصر 2030كشفت وسائل إعلام فيتنامية عن صدور حكم بالإعدام بحق قطب العقارات "ترونج ماي لان"، التي تبلغ 67 عاما من العمر وهي رئيسة شركة العقارات "فان تين فات".
وصدر حكم الإعدام، بعد اتهام لان بإدارة عملية احتيال مالي ضخمة تسببت في خسارة أحد البنوك الحكومية 677 تريليون دونج فيتنامي (27 مليار دولار) أي أكثر من 6% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد في 2022.
وبحسب الصحيفة الإلكترونية "في إن إكسبرس"، وجدت محكمة هو تشي مينه سيتي الشعبية أن لان مذنبة بالرشوة والاختلاس وانتهاك اللوائح المصرفية، وهي العقل المدبر لشبكة واسعة من الجريمة المنظمة.
وبين 2012 و2022، امتلكت لان بشكل غير مباشر حصة نسبتها 91.5% في بنك سايجون التجاري، وأمرت رؤساء البنك بالموافقة على قروض لآلاف الشركات الوهمية قبل القيام برشوة المسؤولين وسحب الأموال نقدا.
وأقر شركاء لان بوجود 2500 قرض، بحسب وسائل الإعلام المحلية.
أكبر احتيال مالي في تاريخ فيتنام
وقدرت النيابة العامة أضرار الاحتيال بـ25 مليار يورو، فيما يعد أكبر فضيحة مالية شهدتها فيتنام على مدار تاريخها.
ونقلت وسائل الإعلام الحكومية عن هيئة المحلفين قولها إن أفعال ترونغ مي لان رئيسة مجموعة "فان ثينه فات" المتهمة باختلاس أموال من بنك سايجون التجاري (SCB) لمدة عقد "تسببت بتآكل ثقة الناس في قيادة الحزب (الشيوعي) والدولة".
فساد واختلاس
وخلال محاكمة كبيرة استمرت لمدة شهر تقريبا، ردت ترونغ و85 متهمًا آخرين على أسئلة آلاف المودعين الغاضبين الذين فقدوا أموالهم بين ليلة وضحاها.
وتضمنت لائحة المتهمين مسؤولين سابقين في المصرف المركزي وأعضاء سابقين في الحكومة ومدراء في المصرف ضالعين في المخطط الاحتيالي في بنك سايجون التجاري على خلفية حملة تطهير لمكافحة الفساد بدأتها قبل سنوات السلطة الشيوعية مستهدفة أعلى الدوائر السياسية والاقتصادية.
ولم يطلب المدعي العام عقوبة الإعدام سوى لترونغ التي تعتبر العقل المدبر للعملية.
التفكير في الانتحار
في آخر كلمة لها أمام الحضور خلال جلسات الاستماع، اعترفت ترونغ بأنها فكرت في الانتحار، قائلة "أنا غاضبة جدا لأنني كنت غبية للانخراط في مثل هذا الوسط الصعب (المصرفي) الذي لم يكن لدي سوى معرفة قليلة به".
حملة لمكافحة الفساد
دفع حجم الفضيحة مئات الأشخاص إلى التظاهر في العاصمة هانوي ومدينة هوشي منه، في تعبير غير معتاد عن غضب جماعي سمح به في الدولة الشيوعية.
وانتشرت قوة كبيرة من الشرطة الأربعاء أمام مقر المصرف المركزي في هانوي الذي شهد تظاهرات من قبل.
وفي السنوات الأخيرة، سرّع النظام الشيوعي حملته لمكافحة الفساد. وباسم هذه السياسة، تمت محاكمة أكثر من 4400 شخص، بينهم أسماء بارزة سابقا في عالم الأعمال ووزراء مخلوعين، في أكثر من 1700 قضية منذ 2021.
وفرض عقوبة الإعدام أمر شائع في فيتنام في قضايا المخدرات، لكنه يظل نادرًا في الجرائم الاقتصادية.