مخاوف أوروبية من حرب عالمية.. ما التفاصيل؟
عبده حسن مصر 2030بدأت بعض التكهنات تشير إلى أن الحرب العالمية قد بدأت فعليًا، خصوصًا بعد دخول القوات الروسية إلى الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير عام 2022، لكن بطريقة هادئة جداً.
وقد أوضحت عدة أسباب الكلام السابق، والسبب الأول الذي يتصدرها هو تحدث رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، في مقابلة مع شبكة الإعلام "لينا" يوم السبت الماضي، عن دخول القارة الأوروبية فترة تشبه ما قبل الحرب للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945، وذلك بسبب استمرار الصراع في أوكرانيا.
وأشار توسك إلى أن الحرب لم تعد مجرد مفهوماً من الماضي، بل أصبحت واقعاً يمتد لأكثر من عامين، مما يثير القلق من حدوث أي سيناريو مأساوي، مماثل لما حدث في عام 1945.
وأكد على أهمية التأقلم مع هذه الواقعة الجديدة، مشيرًا إلى أن العالم يدخل حقبة جديدة قد تكون تشابهاً مع ما قبل الحرب.
وتعد كلمات رئيس الوزراء البولندي ذات أهمية بالغة، نظرًا لموقع بولندا الجغرافي الحيوي، حيث تحدها منطقة تشهد أحداثًا مهمة، إذ تجاور أوكرانيا، وتعتبر بولندا الشريان الحيوي لتواصل أوكرانيا مع العالم الخارجي، خاصة مع سيطرة روسيا على معظم موانئ البحر الأسود.
كما أن بولندا تشغل مكانة تاريخية بارزة كأول دولة تمردت على الاتحاد السوفيتي في بداية الثمانينيات، من خلال احتجاجات ميناء غدانسك عام 1980، بقيادة ليخ فاونسا، والتي أدت في نهاية المطاف إلى استقلال بولندا في عام 1989.
والسبب الثاني يشير إلى سلسلة انتصارات ميدانية لروسيا في أوكرانيا، خاصة بعد فشل الهجوم المضاد لأوكرانيا طوال الأشهر السابقة.
وأثار إعلان الرئيس الأوكراني زيلينسكي في 30 مارس استعداد بلاده للتفاوض مع روسيا بشأن استعادة حدود عام 2022 اهتمام الكثير من الخبراء.
هذا يعني أنه قد يكون على استعداد للتنازل عن شبه جزيرة القرم وبعض المناطق الأخرى التي تم ضمها من قبل روسيا في عام 2014، بشرط انسحاب روسيا من المناطق التي احتلتها بعد بدء الحرب.
ورغم سيطرة القوات الروسية على معظم المناطق الشرقية مثل الدونباس ودونتسيك، إلا أن الرد الروسي على تصريحات زيلينسكي جاء سريعًا بتأكيد تغير الوضع على الأرض.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه أوكرانيا نقصًا كبيرًا في الأسلحة والذخائر، حيث تتجه معظمها حاليًا إلى إسرائيل.
أما السبب الثالث يتعلق بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أشار إلى دراسة إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا وعبر عن قلقه الشديد من ضعف القوات الأوكرانية.
وفي يونيو 2023، أكد ماكرون أنه لا يمكن استبعاد أي سيناريو فيما يتعلق بمساعدة أوكرانيا، وفي فبراير الماضي أعلن عن استعداد لإرسال أشخاص إلى أوديسا.
كما يُعتبر هذا الإعلان مهمًا بما أنه يأتي من شخصية مثل ماكرون الذي دعا في بادئ الأمر إلى عدم إذلال روسيا وكان يحاول أن يكون وسيطًا بين الأطراف المتنازعة.
وعلى الرغم من محاولاته للتراجع عن تصريحاته، فإن القلق الأوروبي يزداد يومًا بعد يوم، خاصة بالنظر إلى الضغط المحتمل من ترامب لزيادة الانخراط الأوروبي في الصراع في أوكرانيا، في حال عودته للبيت الأبيض في الانتخابات القادمة.
أما السبب الرابع يتعلق بتوقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية مارس الماضي على وثيقة استدعاء 150 ألف جندي لأداء الخدمة الإلزامية العسكرية في فصل الربيع، بعد أن وقّع في سبتمبر الماضي على أمر باستدعاء 130 ألف جندي.
وفي الربيع الماضي، تم استدعاء 147 ألف جندي، ووفقًا لمسؤول عسكري روسي كبير، سيخدم جميع الشباب الروسيين الذين تجاوزوا سن الـ18 عامًا في الجيش الروسي لمدة عام.
كما يُعتبر هذا القلق البولندي والأوروبي جزءًا هامًا من المخاوف المتزايدة من اندلاع حرب عالمية جديدة، ولكن هناك عوامل قلق أخرى مهمة، بما في ذلك الصراع الصيني الأمريكي.
وأخيرًا، يشمل ذلك أيضًا الحريق الكبير الذي اندلع في منطقة الشرق الأوسط نتيجة للهجوم الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى اللحظة.