رئيس الاستخبارات السيبرانية الإسرائيلية يفضح نفسه على الإنترنت.. ما القصة؟
عبده حسن مصر 2030يواجه قائد وكالة المراقبة العسكرية الإسرائيلية، الوحدة 8200، إحراجًا جديدًا بعد كشف مسار رقمي واسع النطاق كان يُعرف باسم مسؤول استخباراتي كبير عبر الإنترنت لسنوات.
حيث كشفت صحيفة الغارديان عن كيفية كشف هوية يوسي سارييل، الذي تم حماية اسمه من قبل الدولة الإسرائيلية، بطريقة غير مقصودة عبر الإنترنت في ثغرة أمنية مرتبطة بكتاب نُشر تحت اسم مستعار في عام 2021.
وتظهر الآن تفاصيل تشير إلى أن منصب سارييل كقائد لوحدة النخبة تم كشفه أيضًا عن غير قصد في وثيقة حكومية نُشرت على الإنترنت قبل عامين.
كما حددت الصحيفة سلسلة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها رئيس الوحدة 8200، القسم السري للاستخبارات السيبرانية في جيش الدفاع الإسرائيلي.
بالإضافة إلى ذلك، ترك سارييل آثارًا لنشاطه على ويكيبيديا باللغة العبرية، حيث استخدم اسمه الحقيقي وقام بتحرير صفحات تتراوح بين لويس الرابع عشر ملك فرنسا ومدخل بعنوان "مشكلة اللاجئين الفلسطينيين".
ومن المرجح أن تزيد التفاصيل الجديدة حول نهج سارييل غير الرسمي فيما يتعلق بالأمن عبر الإنترنت من الضغط على رئيس المخابرات، خاصةً لأن سارييل صنف نفسه على أنه رائد في مجال الذكاء الاصطناعي، ويبحث عن طرق جديدة يمكن لأنظمة المراقبة من خلالها معالجة البصمات الرقمية للحياة اليومية.
وحتى الأسبوع الماضي، كانت هوية سارييل محفوظة بسرية تامة كواحدة من أسرار الدولة في إسرائيل، وكان الصحفيون ممنوعين من الكشف عن اسمه رغم الجدل الكبير الذي أثير حول قيادته للوحدة 8200 ودورها في فشل توقع أو منع هجمات حماس القاتلة في 7 أكتوبر.
وفي حادث أمني غير متوقع، تضمن قائد الوحدة 8200 عنوان بريد إلكتروني مجهول في نسخة إلكترونية من كتابه لعام 2021 بعنوان "The Human Machine Team" حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الاستخبارات العسكرية، مما أدى إلى كشف هويته بسهولة من خلال تتبع العنوان إلى حساب Google باسم سارييل.
واستحوذت ما نشرته صحيفة "الغارديان" على الانتباه في إسرائيل، حيث يتعرض سارييل لضغوط متزايدة. وقال يوسي ميلمان، مؤرخ لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، إن كشف هويته كان "مصدر إحراج كبير" وأنه "زاد فقط من مسؤوليته الشخصية والفشل الواضح لوحدته" في منع الهجمات التي شنتها حماس العام الماضي.
وأشار يوفال الباشان، أستاذ القانون والمحارب السابق في الوحدة 8200، إلى أن سارييل أظهر "تهورًا ونقصًا في الاحترافية"، مشيرًا إلى أنه "صعب تصديق" أنه "تجرأ على نشر كتاب على منصة مثل أمازون يتناول مجالًا سريًا متقدمًا كجزء من عمله".
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت القوات الإسرائيلية أنه تمت موافقة على الكتاب وفقًا للمبادئ التوجيهية الإسرائيلية قبل نشره، وأقرت بأن كشف التفاصيل الشخصية لسارييل كان خطأ، مع التأكيد على مراجعة الإجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحالات في المستقبل.
وردًا على الانتقادات هذا الأسبوع، أكدت القوات الإسرائيلية أن قائد الوحدة 8200 هو ضابط محترم ومسؤول، وأن أي محاولة لتشويه صورته ليست مبررة.
كما تبين الآن أن هوية سارييل وعلاقته بوحدة الاستخبارات كانت معرضة للخطر لعدة سنوات، حيث تم نشر اسمه ومنصبه بدون قصد في وثيقة منذ فبراير 2022، وتمت إدراجه في عدة حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي برغما من محاولات إزالتها في وقت لاحق.
وفي نشاطه التاريخي على ويكيبيديا، قام سارييل بتعديل صفحات تتعلق بلواء جولاني التابع للجيش الإسرائيلي وبحق الفلسطينيين في العودة، قبل أن يتم حذف حسابه مؤخرًا.
كما كان يستخدم حسابه في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وقد تم ربطه بدوره كمؤسس مشارك في مجموعة من ضباط المخابرات المعروفة باسم "الجوقة".
وفي عام 2006، لاحظ مستخدمو ويكيبيديا أن نشاطه كان ملحوظًا جدًا وحذروا من إمكانية إساءة استخدام بياناته الشخصية.
ووفقًا لبيان من الجيش الإسرائيلي، أنشأ سارييل صفحة على ويكيبيديا كجزء من مشروع أكاديمي عندما كان طالبًا، وأنه قرر حذف حسابه الآن لأسباب أمنية لعائلته.
وفي كتابه لعام 2021، وصف سارييل تكنولوجيا تشبه أنظمة التوصية بالأهداف المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في غاراته على غزة، والتي أسفرت عن وفاة آلاف الأشخاص، وفقًا لتقارير وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع.