هل تتوقف بريطانيا عن تصدير الأسلحة لإسرائيل؟
أكد ديفيد كاميرون أن حكومة المملكة المتحدة لن توقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل بعد حادث مقتل سبعة عمال إغاثة في غارة جوية على غزة الأسبوع الماضي، وأكد أيضًا عزم المملكة المتحدة على الالتزام بالقانون الدولي في تصرفاتها.
وأشار وزير الخارجية إلى استعراض أحدث النصائح القانونية المتعلقة بالوضع في المنطقة، لكنه أكد على عدم تغيير موقف المملكة المتحدة فيما يتعلق بتراخيص تصدير الأسلحة.
وقال اللورد كاميرون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن إن الوزراء لديهم "مخاوف جدية" بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وحث إسرائيل على تحويل التزاماتها بشأن المساعدات "إلى واقع".
وتعرضت داونينج ستريت لضغوط متزايدة من كبار أعضاء حزب المحافظين لتعليق صادرات الأسلحة في ضوء الأزمة الإنسانية المتزايدة في غزة، خاصة بعد مقتل ثلاثة بريطانيين في الغارة على منظمة وورلد سنترال كيتشن للمساعدة.
وأشار كاميرون إلى أن الاستمرار في السماح بصادرات الأسلحة يضع المملكة المتحدة في صف "الدول ذات التفكير المماثل" الأخرى، مؤكدًا أن المملكة المتحدة تمتلك عملية قانونية قوية لتقييم تلك التراخيص.
وأضاف كاميرون أن الصراع بين إسرائيل وحماس يختلف عن الوضع في ليبيا أو في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أهمية تقديم مشورة قانونية ملائمة قبل اتخاذ أي إجراء.
من جانبه، انتقد ديفيد لامي، وزير خارجية حكومة الظل، رفض كاميرون نشر المشورة القانونية، معتبرًا ذلك غير مقبول ومطالبًا بتعليق بيع الأسلحة في حالة وجود خطر واضح من انتهاك للقانون الإنساني الدولي.
وأثناء زيارته لواشنطن، أشار كاميرون إلى أنه قد قام بمراجعة أحدث النصائح حول الوضع في غزة وسلوك إسرائيل في عملياتها العسكرية.
والتقييم الأخير لا يعدل موقفنا بشأن تراخيص التصدير، وهذا يتماشى مع النصائح التي تلقيناها وستبقى قراراتنا قيد المراجعة كما هو معتاد.
ومع ذلك، يجب أن أكون واضحاً، لا تزال هناك مخاوف جدية بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، سواءً خلال الفترة المقترحة للتقييم أو بعدها.
ونشهد زيادة ترحيبية في عدد الشاحنات التي وصلت أمس إلى 400 شاحنة، وهو أعلى رقم منذ 7 أكتوبر، مع تعهدات إسرائيل العلنية بزيادة المساعدات، يجب الآن تحويل هذه التعهدات إلى إجراءات فعلية.
وبالإضافة إلى ذلك، يدعو كاميرون إلى إعادة تشغيل محطات المياه في غزة وفتح ميناء أشدود ومعبر شمالي لتسهيل وصول المساعدات إلى غزة.
كما تشير قوانين صادرات الأسلحة في المملكة المتحدة إلى عدم التوريد إلى إسرائيل في حالة وجود خطر واضح من استخدامها في انتهاكات للقانون الإنساني الدولي.
والشركات البريطانية تمثل حوالي 0.02% من إجمالي واردات الأسلحة لإسرائيل.
وخلال الستة أشهر الماضية من الصراع، قتل ما لا يقل عن 33,000 فلسطيني في غزة، بما في ذلك أكثر من ثلثهم من الأطفال، وفقاً لوزارة الصحة.
وقد رفض كاميرون التداول في تفاصيل اللقاءات التي جرت بينه وبين ترامب بعد زيارته المفاجئة إلى منتجع فلوريدا المعروف بزيارات المرشحين الجمهوريين المحتملين للرئاسة.
واكتفى بالقول إن المباحثات تناولت "مجموعة من المواضيع الجيوسياسية المهمة".
كما أشار كاميرون إلى أن هذه الزيارة تماشت مع العادة السائدة لوزراء الحكومة للقاء سياسيي المعارضة في الفترة الانتخابية، حيث قال: "أتذكر عندما كنت رئيسًا للوزراء التقيت بميت رومني عندما كان مرشحًا". وأضاف: "أتذكر أيضًا عندما التقى جوردون براون بباراك أوباما وهو مرشح".
وكانت هذه الزيارة جزءًا من جهود كاميرون لتعزيز الدعم الأمريكي لأوكرانيا، حيث أطلق نداء جديدًا أمام الكونجرس لدعم حزمة المساعدات المتوقفة بمليارات الدولارات لكييف.
