هل تكفي مساعدات الجو والبحر لإنهاء خطر المجاعة في غزة؟
مارينا فيكتور مصر 2030تسارع دول للمساهمة في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، عبر البر والجو والبحر، حيث يعيش أكثر من 2.3 مليون نسمة من السكان ظروفا قاسية بسبب الحرب الإسرائيلية العنيفة، وأصبح غالبيتهم على شفا الجوع، حيث تشدد إسرائيل إجراءات دخول الغذاء للمدنيين.
وفي ظل التشديد الإسرائيلي على دخول المساعدات عبر البر تحاول دول توصيل المساعدات عبر الجو والبحر.
وأصبحت منطقة شمال غزة، بلا منافذ برية تدخل عبرها الشاحنات، فيما تبقى هناك صعوبات كبيرة في توصيل المساعدات القادمة من جنوب القطاع إلى شماله بسبب المعارك التي تدور في عدة مناطق.
وينفذ سلاح الجو الأردني عمليات جوية لإنزال مساعدات في غزة بالتعاون مع دول عربية وأجنبية بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
مجاعة تلوح في الأفق
ومنذ أسابيع تدق المنظمات الإنسانية ناقوس الخطر بشأن مجاعة تلوح في الأفق في شمال غزة، وانتشار الجوع في جميع أنحاء القطاع، فيما تخفف الإنزالات الجوية من وطأة الاحتياجات المتنامية للفلسطينيين في القطاع بحسب الصحيفة.
وتحذر وكالات متخصصة في غزة من أن نصف سكان قطاع غزة يعانون جوعا كارثيا، بينما يتوقع أن تضرب المجاعة شمال القطاع "في أي وقت" في الفترة الممتدة حتى مايو في غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك.
ويعرف التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المجاعة بأنها "مواجهة السكان سوء تغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء".
ويواجه أكثر من 1.1 مليون فلسطيني من سكان غزة "انعداما كارثيا للأمن الغذائي" يقترب من المجاعة وهو "هو أمر غير مسبوق"، وفق تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" الذي في منتصف مارس.
أزمة الغذاء في غزة
ووجد التقرير أن نقص المساعدات يعني أن جميع الأسر في غزة تقريبا لا تتناول كل الوجبات يوميا ويقلل البالغون من وجباتهم حتى يتمكن أطفالهم من تناول الطعام.
وأكد أن الوضع مأساوي جدا في شمال غزة حيث "أمضى ما يقرب من ثلثي الأسر أياما وليالي كاملة بدون طعام عشر مرات على الأقل خلال الثلاثين يوما الماضية".
حصار على غزة
وتفرض إسرائيل على قطاع غزة حصارا مطبقا، وتتهمها منظمات غير حكومية والأمم المتحدة بعدم توفير التسهيلات الكافية لتوصيل مساعدات إنسانية يعتمد عليها غالبية سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي نحو 2.4 مليون نسمة لا يزالون يعيشون في القطاع ويحتشدون بشكل كبير في جنوبه، وحول مدينة رفح بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وأدى هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حركة حماس إلى مقتل أكثر من 1160 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وتم احتجاز 250 شخصا رهائن ونقلوا إلى غزة.
وقتل عشرات الفلسطينيين في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة الذي دمرته الحرب، حيث وقعت مأساة جديدة، السبت، أثناء توزيع الغذاء على السكان الذين يعانون من الجوع، وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل.
وأدت الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة ردا على الهجوم إلى مقتل أكثر من 32705 أشخاص حتى الآن، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.