زيادة المجاعة.. كارثة تنتظر السودان وشعبه بسبب الحرب
عبده حسن مصر 2030في إشارة من ويليام لامبرز، المؤلف الذي شارك في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في كتابه "إنهاء الجوع في العالم"، إلى أن العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية يشعرون بالإحباط الشديد بسبب عدم اهتمام وسائل الإعلام بالصراع والجوع في السودان.
وتستمر الحرب الأهلية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ ما يقرب من عام، مما يعرض حياة الملايين للخطر.
كما تم تهجير أكثر من 8 ملايين شخص من منازلهم، وفقدوا كل شيء، مما يجعل السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم حاليًا، ويتفاقم نقص الغذاء في جميع أنحاء البلاد مع تفاقم المجاعة، ومع ذلك، نادرًا ما يتم التركيز عليها في وسائل الإعلام.
وحذر مديرو منظمة "كير" في السودان ولجنة الإنقاذ الدولية والمجلس النرويجي للاجئين من وقوع مجاعة محتملة.
ويشير الكاتب في مقاله بمحلة "نيوزويك" إلى امتداد القتال إلى المناطق الزراعية الرئيسية في السودان، مما أدى إلى تدمير الأراضي الزراعية الثمينة وانخفاض المحصول وتفاقم الجوع في البلد الفقير بالفعل.
وتفاقم المشكلة بسبب نقص التمويل، حيث لا تحصل الوكالات الإنسانية في السودان على التمويل الكافي لمساعدة ضحايا الحرب الأهلية، وتعتمد هذه المنظمات على الدعم من الحكومات والجمهور.
وتقول الأمم المتحدة إنها لم تتلق سوى 5% من التمويل المطلوب للاستجابة الإنسانية في السودان، مما يستدعي تكثيف الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في السودان وزيادة التمويل الإنساني.
وأضاف الكاتب: "سألت المديرين عن محنة اللاجئين الهاربين من السودان إلى تشاد وجنوب السودان المجاورتين، فأكدوا أن الغذاء ينقص في تلك البلدان أيضًا، وتعاني تشاد وجنوب السودان من الجوع الشديد".
وأشارت فاطمة أحمد، مديرة منظمة زينب لتنمية المرأة، إلى أن "اللاجئين السودانيين يبحثون عن الطعام، وهم يبكون لأنهم جائعون وأطفالهم جائعون، هذه هي الحقيقة، وهذا ما يحدث في شرق تشاد وجنوب السودان".
وعلى الرغم من فرار اللاجئين من العنف في بلادهم، إلا أنهم لا يمكنهم الهروب من واقع الجوع المدمر.
وفي خطابه أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 20 مارس، أوضح نائب مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، كارل سكاو، أن حوالي 28 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك 18 مليونًا في السودان، و7 ملايين في جنوب السودان، وحوالي 3 ملايين في تشاد.
ومرة أخرى، يحد نقص التمويل من القدرة على إطعام الجياع في هذه الدول، حيث يحاول برنامج الأغذية العالمي تخزين المواد الغذائية في تشاد بشكل مسبق قبل موسم الأمطار، لكن بدون التمويل لا يمكنهم القيام بذلك.
وهذا يعني أن المزيد من الجوع ينتظر اللاجئين السودانيين هناك، وإذا استمرت الحرب، فسوف يفر المزيد من الناس إلى جنوب السودان الفقير وتشاد، وإذا لم يقم المجتمع الدولي بزيادة التمويل، فسوف يتفاقم الجوع وسوء التغذية بشكل كبير في السودان والمنطقة بأكملها.
وأشارت منظمة كير الخيرية إلى أن التقارير تشير إلى أن أكثر من 700 ألف طفل يعانون بالفعل من سوء التغذية، وهو رقم قد يرتفع إلى 3.5 مليون قبل نهاية العام، مع تحذير المنظمة من ارتفاع معدلات سوء التغذية في السودان.
وفي ختام مقاله، حث الكاتب على زيادة التمويل للغذاء لضمان توفير التغذية والدواء لضحايا الحرب، وتعزيز الاهتمام بالسودان لتحقيق دعم سياسي أكبر لوقف النزاع، محذرًا من أنه في ظل الحرب الأهلية الجارية، تواجه البلاد أسوأ مستويات الجوع في تاريخها، وسوف يستمر معاناة ضحايا الحرب في السودان حتى يتحرك العالم للتدخل.