«سلجوق بيرقدار».. هل يكون الخليفة المحتمل لـ«أردوغان»؟
عبده حسن مصر 2030بفضل مهاراته الهندسية ورؤيته المبتكرة، يعد سلجوق بيرقدار واحدًا من الشخصيات البارزة في عالم الطيران، حيث يقف وراء تطوير وتصميم طائرات بيرقدار ذات الأداء المتميز.
ويثير اهتمام الكثيرين كونه الوريث المحتمل لوالد زوجته، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويتبنى بيرقدار روح الابتكار والتطور التي تميزت بها عائلة أردوغان.
وتسلط طائرات سلجوق بيرقدار بدون طيار من طراز TB2 الضوء على أداء متميز في وقف الغزو الروسي على سهول أوكرانيا، حيث أسهمت في تفجير القوافل العسكرية للكرملين أثناء تقدمها نحو كييف.
كما تظل هذه الطائرات جزءًا حيويًا من استراتيجية الدفاع الطويلة المدى لأوكرانيا، وتشير الخطط إلى بناء مصنع لشركة بيرقدار في البلاد مع تراجع الدعم الغربي.
واستخدمت أذربيجان هذه الطائرات بنجاح ضد القوات الأرمينية في عام 2020، كما ساعدت في ليبيا على صد هجوم أحد أمراء الحرب المدعومين من روسيا.
وفي تركيا، أصبحت طائرات بيرقدار بدون طيار رمزًا للإنجاز التكنولوجي والقوة العسكرية، حيث قادت مهندس الطيران البالغ من العمر 42 عامًا إلى موقع البطل الشعبي، مما جعله يتصدر المشهد العالمي ويثير التساؤلات حول مستقبله السياسي، ربما كزعيم محتمل للبلاد.
ويظهر سلجوق بيرقدار، الذي يرتدي غالبًا سترة الطيران، كشخصية محبوبة بشكل واسع، حيث يتمتع بشعبية كبيرة في تركيا ويجذب معجبين في كل مكان يذهب إليه، كما تشير بيانات الاستطلاعات.
كما يشير الترويج من قبل أنصاره لفكرة خلافته كخليفة محتملة لوالد زوجته إلى الدور المتنامي الذي يلعبه في المشهد السياسي.
بالرغم من تأكيده على عدم وجود طموحات سياسية، إلا أنه لا يستبعد الترشح في الانتخابات المقبلة إذا طلب منه ذلك من قبل الرئيس أردوغان.
و تزيد أهمية بيرقدار مع تزايد عدد الدول التي تبدي اهتمامًا بشراء أسلحته، حيث انضمت رومانيا وبولندا إلى القائمة المتزايدة من الدول المهتمة بتلك التكنولوجيا.
ومع اقتراب نهاية الولاية المحددة للرئيس أردوغان في عام 2028، تتصاعد التكهنات حول الشخص الذي سيخلفه، خاصة مع تنظيم سلسلة من الانتخابات المحلية في نهاية هذا الأسبوع، مما يجعل دور بيرقدار وتأثيره يبدوان أكثر أهمية.
وفي مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" في الخريف الماضي، وواقفًا على أريكة جلدية ومستمتعًا بسيجارة إلكترونية في صالة تدريب الطيارين بقاعدة عسكرية في واشنطن، أبدى سلجوق بيرقدار قدرة على التكيف، حيث قال: "ربما أقول نعم، لكن ذلك سيعتمد على الظروف".
وفي وقت سابق من اليوم، تغنت أغنية "القتل بالاسم" لفرقة "الغضب ضد الآلة" من مكبرات الصوت، بينما ارتفعت طائرات حربية من طراز إف-16 في سماء المنطقة، مثيرة هتافات الحشد الذي اجتمع تحت أشعة الشمس الحارقة.
ثم انضم الرئيس أردوغان إلى المشهد حيث ندد بالمعارضة التركية وصفها بالفاشية، ليردد الحشد هتاف "أردوغان زعيم العالم!"، وانضم سلجوق بيرقدار إلى والد زوجته على المنصة، حيث قام الثنائي بتوزيع شيكات كبيرة الحجم على رواد الأعمال الشباب في مجال التكنولوجيا، وهي جوائز مالية من مؤسسة بيرقدار للعلوم والتكنولوجيا.
ويثير السؤال الآن حول من سيخلف رجب طيب أردوغان بعدما أعلن الرئيس في وقت سابق من هذا الشهر أن الانتخابات المحلية في تركيا في نهاية هذا الأسبوع ستكون حملته الأخيرة "بموجب القانون".
ويمكن للزعيم التركي تغيير رأيه، ولكن المراقبين للسياسة التركية يقولون إن السباق لخلافته قد بدأ بالفعل.
ووفقًا لبوراك قادرجان، أستاذ الإستراتيجية في كلية الحرب البحرية الأمريكية والخبير في السياسة التركية: "أعتقد أن العواصف القادمة تشير إلى بيرقدار".