أردوغان يتوعد بالثأر لحزبه وسط تشتت المعارضة.. بدء التصويت في الانتخابات المحلية
مارينا فيكتور مصر 2030في انتخابات تشكل اختبارا لإدارة الرئيس، رجب طيب أردوغان، العازم على استعادة إسطنبول بعد هزيمة 2019، بدأ الناخبون الأتراك البالغ عددهم 61 مليونا التصويت، اليوم الأحد، لاختيار رؤساء بلدياتهم.
وتم فتح أولى مراكز الاقتراع في الساعة 07:00 (04:00 بتوقيت جرينتش في شرق تركيا، ثم بعد ساعة في الغرب حيث إسطنبول وأنقرة، على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وألقى أردوغان (70 عاما) بكل ثقله في الحملة الانتخابية فجاب البلد البالغ عدد سكانه 85 مليون نسمة إلى جانب مرشحي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه وعقد مهرجانات انتخابية بوتيرة وصلت أحيانا إلى أربعة مهرجانات في اليوم.
وخاض شخصيا معركة مرشحه لإسطنبول مراد كوروم، وهو وزير سابق يفتقر إلى الشعبية، غالبا ما يظهر في لافتاته إلى جانب الرئيس.
أردوغان يثأر لحزبه
ويسعى أردوغان عبر هذه الانتخابات الثأر للإهانة التي تعرض لها بهزيمة حزبه عام 2019 أمام رئيس البلدية المنتهية ولايته أكرم إمام أوغلو، في العاصمة الاقتصادية للبلاد أحد أبرز معاقل حزبه.
ويرى مراقبون أنه في حال إعادة انتخاب أكرم إمام أوغلو، فإن ذلك سيُكسبه نقاطا في الانتخابات الرئاسية لعام 2028.
تجمعات انتخابية
وقبل يوم من الانتخابات، عقد أردوغان ثلاثة تجمعات انتخابية في إسطنبول، القسطنطينية السابقة التي يصفها بأنها "الجوهرة، الكنز، قرة عين أمتنا" والتي كان رئيس بلديتها في التسعينات، قبل أن يصبح رئيسا لتركيا.
وخلال تلك التجمعات، تحدث مجددا عن "أوجه القصور" لدى إمام أوغلو الذي وصفه بأنه شخص طموح لا يكترث كثيرا لمدينته و"رئيس بلدية بدوام جزئي" مهووس بالرئاسة.
وقال قبل توجهه للصلاة في مسجد آيا صوفيا "أُهملت إسطنبول على مدى السنوات الخمس الماضية. نحن نسعى لإنقاذها من كارثة".
تقدم طفيف لرئيس البلدية
ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم طفيف لرئيس البلدية المنتهية ولايته، فإن ذلك لا يعني أن فوزه محسوم أو شبه محسوم في الانتخابات البلدية، لا سيّما أنّ فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية في مايو جاء مخالفا للتوقعات.
معارضة مشتتة
وخلافا للانتخابات البلدية التي أجريت عام 2019، فإن المعارضة هذه المرة مشتتة، إذ لم يتمكن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، من الحصول على دعم الأحزاب الأخرى، سواء في إسطنبول لصالح إمام أوغلو أو في أي مدينة أخرى في تركيا.
أما حزب الشعوب الديموقراطي "ديم" الموالي للأكراد فيخوض الانتخابات البلدية بمفرده مجازفا بالخسارة أمام الحزب الحاكم المهدد هو نفسه في بعض المناطق بحزب ينيدن رفاه (الرفاه الجديد) الإسلامي.
وفي إسطنبول، حرص إمام أوغلو على التحدث فقط عن قضايا محلية معددا الإنجازات التي حققها والتي سيحققها.
وفي بلد يواجه تضخما نسبته 67 بالمئة على أساس سنوي وانهيارا في عملته (من 19 إلى 31 ليرة مقابل الدولار في عام)، قد يميل الناخبون إلى إعطاء الأفضلية لمعارضي أردوغان.
بالنسبة إلى المراقبين، سيكون لنسبة المشاركة التي عادة ما تكون مرتفعة، دور حاسم لا سيما في إسطنبول إذا تحرّك الناخبون بأعداد أقل لدعم إمام أوغلو.
وإذا تمكن إمام أوغلو من الانتصار، سيكون فاز بمعركته داخل المعارضة لترسيخ نفسه كمرشّح رئيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة.
إذا تمكن أردوغان من الفوز بإسطنبول وأنقرة، سيرى الرئيس التركي ذلك بمثابة تشجيع لتعديل الدستور بهدف الترشح في العام 2028 لولاية رابعة.
في المدن الكبرى، سيختار الناخبون رؤساء بلدياتهم وكذلك أعضاء المجالس البلدية ورؤساء بلديات المناطق والمخاتير.
وستغلق مراكز الاقتراع عند الساعة 17:00 (14,00 ت. غ) في غرب تركيا، ومن المتوقع ظهور أولى النتائج في نهاية النهار.