تاريخيًا.. هل قتلت حركة الحشاشين أمير الجيوش بمصر؟
مارينا فيكتور مصر 2030شهدت أحداث الحلقة 18 من مسلسل الحشاشين أحداث مثيرة، أبرزها وصول الجنود الثلاثة يحيى وسليمان وطيفور المنشقين عن جيش السلاجقة، كذبًا، إلى قلعة آلموت.
وأعلن الثلاثة تأييدهم لحسن الصباح الذي يقوم بدوره كريم عبد العزيز في محاولة منهم لاختراق حصن الحشاشين، كجزء من خطة خداع رسمها الجنود الثلاثة بالتنسيق مع قائد قوات السلجوقيين.
اغتيال أمير الجيوش في مصر
في إطار تصاعد أحداث مسلسل الحشاشين وازدياد عدد أفراد قائمة الاغتيالات التي قاموا بها، ألقى كتاب حركة الحشاشين تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي، للدكتور محمد عثمان الخشت، الضوء على مدى مسؤولية حركة الحشاشين عن مقتل أمير الجيوش في مصر.
وبحسب الكتاب، ففي سنة 515 هجريا 1121 ميلاديا، حدثت بعض الوقائع التاريخية التي كان لها تأثير على حركة الحشاشين في إيران إذ قُتل في الثالث والعشرين من رمضان أمير الجيوش بمصر الأفضل بن بدر الجمالي وكان مشهورًا بالعدل بين الناس والتسامح إزاء المخالفين في العقائد حتى أنه كان يأذن في إجراء المناظرات العقائدية والحوارات الفكرية مما شجع كثيرًا من أهل البلاد الأخرى أن يأتوا إلى مصر.
اختلاف الآراء التاريخية
وتختلف المصادر التاريخية في تحديد المسؤول عن اغتياله فمنها من يشير إلى فدائي طائفة الحشاشين وعملائهم ومنها ما يشير إلى الخليفة الفاطمي بمصر الآمر بأحكام الله.
هذه الرواية الأخيرة يؤكدها جمهور المؤرخين لأنه كان هناك صدام بينهما إذ كان أمير الجيوش الأفضل صاحب نفوذ كبير وشخصية قوية حتى أنه كان يفرض وصايته على الخليفة الآمر بأحكام الله مما كان يُنغص عليه حياته، فقرر التخلص منه بمساعدة أبي عبد الله بن البطائحي كاتم أسرار الأفضل الذي تولى بعده الأمر ولُقب بـ«المأمون».
مقتل الأفضل بن بدر الجمالي
أثار خبر موت الأفضل، السعادة والفرح في قلوب الحشاشين الممثلين لجناح الإسماعيلية النزارية ابتهاجًا كبيرًا لمقتل الأفضل كما لم يستطع الخليفة الفاطمي الآمر الممثل لجناح الإسماعيلية المستعلية أن يخفي سروره تجاه الحدث.
وحاول الخليفة ووزيره الجديد المأمون أن ينتهزا الفرصة لاستمالة حركة الحشاشين إليهما وإقناعها بالعدول عن تأييد إمامة نزار، ولكن جاءت الأخبار بأن حسن الصباح عقد العزم على اغتيال الآمر والمأمون وأن الحركة شرعت في الإعداد للمؤامرة والعمل على تنفيذها.
وبعد ذلك، اتخذ المأمون إجراءات أمن داخلية وخارجية لم تشهد البلاد لها مثيل وبث جواسيسه في كل مكان حتى قيل أنه لا يخفي عليه شئ مما يجري في الدولة.