هجوم موسكو.. ما علاقة ”داعش” و”الإخوان” بالحادث الدامي؟
مارينا فيكتور مصر 2030تعود جماعة الإخوان المسلمين إلى الواجهة مرة أخرى، بعد هجوم موسكو الدامي الذي تبناه تنظيم "داعش خراسان"، إذ يستفيد التنظيم الإرهابي من مخزون الفكر المتطرّف الذي تحمله جماعات إرهابية داخل طاجيكستان منذ سنوات، وعلى رأسها حزب النهضة، الممثل لجماعة الإخوان الإرهابية هناك، في تنفيذ عمليات على يد متطرّفين طاجيك، وفق خبراء.
ويوضّح محللون سياسيون متخصّصون في شؤون آسيا الوسطى، لمحات من تاريخ الحركات المتطرّفة في طاجيكستان، وعلاقاتها بتنظيمَي الإخوان وداعش، وكذلك بالمتطرفين في أفغانستان المجاورة.
وأسفر الهجوم على مركز "كروكوس سيتي" عن مقتل 143 شخصا وإصابة 180 آخرين، بعدما أطلق المهاجمون النار على مَن بداخله، ثم أضرموا فيه النار، ومعظم المهاجمين من الطاجيك، والبقية من قيرغيزستان.
وقال الرئيس الطاجيكي، إمام علي رحمون، الأحد، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتن، إن "الإرهابيين ليست لهم جنسية أو وطن أو دين"، وأكد الكرملين من جانبه على "تكثيف التعاون الوثيق" بين البلدين ضد الإرهاب.
تسلل "داعش" عبر "الإخوان"
تأسّس حزب النهضة في طاجيكستان عام 1973 على يد عبدالله نوري، وأصبح ثاني أكبر حزب في البلاد من حيث عدد الأعضاء.
في 7 مايو 1992، اندلعت حرب أهلية عندما شنّ الحزب حربا مسلحة ضد الحكومة، استمرّت حتى يونيو 1997، مخلفةً ما بين 50-100 ألف قتيل.
وانتهت الحرب الأهلية بتوقيع اتفاقية للسلام والوفاق الوطني و"بروتوكول موسكو" بين الرئيس إمام علي رحمن، وزعيم الحزب الإخواني عبدالله نوري، في نفس السنة.
في عام 2015، صنفت المحكمة العليا الحزب كمنظمة إرهابية، ومنعت أنشطته، وبث التليفزيون الرسمي فيلما وثائقيا عن تاريخ الدعم الإيراني للإرهاب في البلاد، بما في ذلك دعمها لجماعة الإخوان.
في أغسطس 2015، اتهمت وزارة الداخلية حزب النهضة بأنه يتصل بتنظيم "داعش" الذي كان ظهر قبل ذلك بعام في سوريا والعراق، وينظّم دعاية له، ويعتزم رفع راية التنظيم في البلاد.
وفقا للوزارة، تم القبض في ذلك العام على نحو 20 شخصا رفعوا راية "داعش" بالفعل في مدن شارتوز ونوريك، جنوب طاجيكستان.
يقول باحثون، إن علاقة حزب النهضة والجماعات الإرهابية، ومنها "داعش"، علاقة راسخة، وشارك عدد من الطاجيك في الحرب السورية التي اندلعت عام 2011، منضمين إلى صفوف جماعة "جبهة النصرة" (التابعة لتنظيم القاعدة)، التي تحوّلت إلى "داعش" بعد إعلان "دولته" عام 2014.
هذا التدريب على القتال في صفوف هذه التنظيمات بسوريا، سهَّل لداعش توسيع نفوذه في وسط آسيا بتشكّل "داعش خراسان" الذي يضمّ طاجيكا يتخصصون في استهداف روسيا ودول بآسيا الوسطى.
وأعلنت لجنة التحقيق الروسية، الخميس، توصّلها لأدلة على وجود صلة بين الإرهابيين الذين نفّذوا الهجوم في مركز "كروكوس سيتي"، ومَن تسمّيهم موسكو بالقوميين الأوكرانيين.
وجاء في بيان نشرته اللجنة على قناة "تليجرام" التابعة لها: "النتائج الأوّلية للتحقيق تُؤكّد بشكل كامل الطبيعة المخططة لأعمال الإرهابيين والإعداد الدقيق والدعم المالي من منظّمي الجريمة، وتم الحصول على أدلة تؤكد ارتباطهم بالقوميين الأوكرانيين".
بالإضافة إلى ذلك، أكدت لجنة التحقيق، البيانات التي تفيد بأن منفّذي الهجوم الإرهابي تلقوا مبالغَ كبيرة من المال والعملات المشفرة من أوكرانيا.