هل يُشكل «داعش خراسان» تهديدًا خطيرًا لـ«بايدن»؟
عبده حسن مصر 2030عندما يعمل تنظيم داعش خراسان الإرهابي على تنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة، يمكن أن يثير هذا الحدث شعورًا بالقلق والتوتر بين الجمهور الأمريكي.
ويُعتبر من الأمور الطبيعية أن تتساءل الجمهورية عن قدرة الحكومة على التصدي لهذه التهديدات العالمية وحماية سلامتهم وأمانهم.
وفي مقال نُشر بصحيفة "التايمز" البريطانية، يشير الكاتب جيرار بيكر إلى أن تنظيم داعش خراسان الإرهابي يشكل خطرًا سياسيًا يواجهه الرئيس جو بايدن.
وعندما كانت الولايات المتحدة تستعد لانسحابها من أفغانستان في صيف عام 2021، أعرب بايدن عن تفاؤله بعدم احتمالية سيطرة طالبان على البلاد بالكامل.
ومع ذلك، تحول الانسحاب إلى وضع فوضوي ومهين، مما أثار تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على التصدي للتهديدات الإرهابية الناشئة في المنطقة.
فبايدن أكد فيما بعد أن الولايات المتحدة ستعمل على تطوير قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أنها ستظل قادرة على التصدي لأية تهديدات مباشرة من خلال العمل من مواقع عسكرية نائية والتصرف بسرعة وحسم إذا لزم الأمر.
ويشير جيرار بيكر في مقاله بصحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن الهجمات الإرهابية التي نفذتها جماعة داعش خراسان تمثل تحديًا سياسيًا جديدًا للرئيس جو بايدن.
وبعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في ظروف مهينة، بدت توقعات بايدن ووعوده غير واقعية، خاصة مع تصاعد التهديد الإرهابي.
فالهجوم القاتل على حفلة موسيقية في موسكو يعتبر دليلا قويًا على عودة تنظيم داعش خراسان بقوة، وهو تحدي جديد للعالم بأسره، ولاسيما الولايات المتحدة التي تكافح التقسيمات الداخلية والضعف.
ويعتبر تنظيم داعش خراسان تهديدًا كبيرًا حيث ينشط بشكل كبير في أفغانستان ومناطق حدودية في باكستان، وهو ليس متحالفًا مع حركة طالبان.
وتُظهر التضاريس الجبلية والتاريخ الطويل لتدريب المحاربين الجهاديين تعقيدات التصدي لهذا التهديد في منطقة معقدة مثل أفغانستان.
وفي يناير، شهدت العديد من الدول هجمات مروعة من قبل تنظيم داعش خراسان، بما في ذلك قصف حفل تأبيني في إيران وفظائع في باكستان وأفغانستان.
ومع ذلك، فإن الهجوم الذي نُفذ في موسكو من قبل مقاتلين من جمهوريات آسيا الوسطى، حيث يجند داعش خراسان العديد من مقاتليه، يمثل علامة قلق أكبر بشكل ملحوظ بشأن نطاق تأثير وتوسع المجموعة.
ووفقًا لتقديرات الاستخبارات، فإن عدد المقاتلين التابعين لداعش في أفغانستان يتجاوز 7000 مقاتل، ورغم أن هذا العدد أقل من ذروة تنظيم داعش، إلا أنه لا يزال يمثل تهديدًا كبيرًا.
كما يتوقع الضابط سامي السادات، الذي قاد فرقة العمليات الخاصة بالجيش الأفغاني، أن تستمر داعش خراسان في تنفيذ هجمات خلال الصيف، وأنها قد تستهدف أوروبا والولايات المتحدة بالإضافة إلى إيران وأفغانستان.
وتؤكد المعلومات الواردة من المخابرات الأمريكية هذا التقييم، وعلى الرغم من أن خطر وقوع حدث مشابه لأحداث 11 سبتمبر منخفض، إلا أن الأدلة تشير إلى أن المسلحين لا يزالون قادرين على إحداث دمار كبير، مما يجعل الإدعاءات السابقة لبايدن بقدرة الولايات المتحدة على منع الهجمات بشكل كبير يبدو هشًا للغاية.