أمريكا تغيّر من نهجها تجاه عملية إسرائيل العسكرية في رفح والخلافات تزداد.. ما القصة؟
مارينا فيكتور مصر 2030ركزت الاجتماعات التي أجريت خلال اليومين الماضيين بين وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، وكبار المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاجون، على "حماية المدنيين مع بدء العملية".
وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن الاجتماعات "لم تركز على كيفية منع" العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، جنوبي قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات "جاءت خلافا للهجة الأمريكية خلال الأسابيع الماضية"، حيث حذر كبار المسؤولين إسرائيل بشكل صريح، من شن عملية شاملة ضد رفح، التي نزح إليها أكثر من مليون شخص مع بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
وكان وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، قال يوم الثلاثاء، خلال اجتماعه مع جالانت، إن "حماية المدنيين الفلسطينيين" خلال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، "ضرورة أخلاقية واستراتيجية"، مضيفا أن الوضع في قطاع غزة المحاصر "كارثة إنسانية آخذة في التفاقم".
قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، إن حماية المدنيين الفلسطينيين خلال الحرب بين إسرائيل وحماس ضرورة أخلاقية واستراتيجية، مضيفا أن الوضع في قطاع غزة المحاصر كارثة إنسانية آخذة في التفاقم.
وأضاف أوستن: "في غزة اليوم، عدد الضحايا المدنيين مرتفع للغاية وحجم المساعدات الإنسانية منخفض للغاية.. غزة تعاني كارثة إنسانية والوضع يزداد تفاقما"، مستخدما أشد لهجة له منذ بدء الأزمة.
"خلاف واتفاق"
وذكرت "وول ستريت جورنال"، أن التعامل مع رفح طالما كان في قلب الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة وإسرائيل، الذي تصاعد مع عدم استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، الإثنين، لإيقاف قرار لمجلس الأمن الدولي "بوقف إطلاق النار بشكل فوري وإطلاق سراح جميع الرهائن بشكل فوري وغير مشروط" في غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أمريكي بارز، أن هناك "تسلسل.. حيث لا ينبغي استمرار الجانب العسكري إلا بعد معالجة الجوانب الإنسانية بشكل كامل".
واتفق الطرفان على "ضرورة طرد حماس من رفح، حتى لا يتمكن عناصرها من العودة أو الاستمرار في تهريب الأسلحة إلى القطاع، وهو شرط أساسي لإنهاء الحرب وتمهيد الطريق نحو سلطة سياسية جديدة في غزة"، وفق الصحيفة.
"لا طابع رسمي"
وأوضح مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية للصحيفة، أن الخطط "لا يزال أمامها طريق طويل قبل إضفاء الطابع الرسمي عليها، بجانب أن أي خطة مقنعة لنقل المدنيين من رفح، قد تستغرق شهرا".
كما أكدت "وول ستريت جورنال" أن المحادثات هذا الأسبوع كانت "مختلفة" بشكل لافت للنظر، مقارنة بما حدث الأسبوع الماضي، حينما حذر وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الإسرائيليين من أن عملية برية كبيرة تخاطر "بمزيد من العزلة الإسرائيلية حول العالم".
تحذير من مجاعة في غزة
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة من أن "المجاعة بات يصعب تلافيها في القطاع" البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، معظمهم نازحون ويعيشون منذ نحو 6 أشهر أهوال الحرب والحصار، اللذين أسفرا عن تدمير البنية التحتية وحرمانهم من الغذاء والماء والوقود والكهرباء.
ومنذ اندلاع الحرب، لا تسمح إسرائيل التي تسيطر على المعابر، سوى بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدة وتخضعها لعمليات تفتيش مطولة.
واندلعت الحرب إثر هجوم شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، أوقع وفق الأرقام الإسرائيلية أكثر من 1160 قتيلا معظمهم مدنيون.
وردا على هذا الهجوم غير المسبوق، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وباشرت عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، أسفرت، وفق وزارة الصحة في القطاع، عن مقتل أكثر من 32 ألف شخص معظمهم من الأطفال والنساء.