تعرف على خطة بايدن لإنهاء حرب غزة
عبده حسن مصر 2030تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل توترًا متزايدًا في ظل تصاعد الجدل حول مسار الحرب وما بعدها في قطاع غزة.
ويعتبر الكاتب الإسرائيلي إيتان جلبوع في مقاله الأخير بصحيفة "معاريف" أن الإدارة الأمريكية ترى جهود حكومة بنيامين نتانياهو وعناصرها المتطرفين في عرقلة الصفقة المحتملة التي تشمل إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في القطاع.
ويرى جلبوع أن مفاوضات إسرائيل وحماس بشأن صفقة ثانية لإطلاق سراح الرهائن قد تكون خطوة حاسمة نحو إنهاء الحرب في غزة، وهو ما يجعل هذا الصراع محور اهتمام العديد من الأطراف الدولية.
ويوضح جلبوع أن إدارة بايدن تعارض بشدة استمرار الحرب في رفح، حيث تهدف هذه العمليات إلى استهداف قيادات حماس وكتائبها، ولكن بسبب الكثافة السكانية، تخشى الإدارة الأمريكية من تداعياتها على المدنيين وتضرر الدعم الأمريكي لإسرائيل.
ويشير إلى التحذير الذي أطلقه وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، وتصريحات نائبة الرئيس كامالا هاريس بشأن الوضع الإنساني في غزة.
ويبرز جلبوع أن هذا الجدل يكشف عن نوايا بعيدة المدى للولايات المتحدة فيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل وغزة، حيث طورت إدارة بايدن استراتيجية لإنهاء الحرب تستند إلى مجموعة من الخطوات، بدءًا من صفقة ثانية لإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار لفترة طويلة، وتوفير المساعدات الإنسانية لغزة، وعودة النازحين إلى منازلهم، مما يمهد الطريق لاتفاق نهائي يشمل إخلاء غزة من عناصر حماس وتجريدها من السلاح، إضافة إلى إقامة هيئة حكم بديلة.
ووفقًا للكاتب الإسرائيلي، إذا تمت إنهاء الحرب في الشمال، فسيفقد "حزب الله" اللبناني القدرة على شن هجماته على إسرائيل في تلك المنطقة، وسينتهي الهجمات من الحوثيين في الجنوب.
كما يُعتبر انتهاء الحرب في الشمال فرصة للوسيط عاموس هوكشتاين للعمل على حل دبلوماسي في جنوب لبنان، مما يسمح بانسحاب قوات "حزب الله" وتحقيق استقرار المنطقة.
ويؤكد الكاتب أن إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار سيزيلان هذه القضية من الأجندة السياسية، ويخففان الضغط على إدارة بايدن من قبل العناصر المناهضة لإسرائيل، وبالتالي يخلقان بيئة ملائمة لتنفيذ الخطة الأمريكية الكبرى.
ويوضح الكاتب أن هذه الخطة تعتمد على التعاون مع الدول العربية المتعاونة مع الولايات المتحدة، حيث تتولى الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل بشأن الرهائن و"اليوم التالي"، بينما تسعى الدول العربية إلى التوصل إلى اتفاق مع حماس والفلسطينيين لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، وهما شرطان أساسيان لتحقيق هذه الخطة الاستراتيجية الكبرى.
وقال جلبوع إن إدارة الرئيس بايدن تعتبر أن الوزراء المتطرفين في حكومة نتنياهو، ولا سيما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، يُعرقلون صفقة إطلاق سراح الرهائن التي تعتمد على وقف إطلاق النار، ولذلك تركز انتقاداتها على نتنياهو.
وتقدّر تلك العناصر أن الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار قد يؤدي إلى حل الحكومة واستبدالها، إما بانتخابات أو بدونها.
وأضاف: "تقول إدارة بايدن لنتنياهو إن عليه اختيار بين بن غفير وسموتريتش، وعلى الرغم من أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة، وهناك تهديدات بوقف أو إبطاء توريد الذخيرة والمعدات العسكرية، إلا أن نتنياهو يبدو مهتماً فقط ببقاءه، لذا لا يُدرك ما الذي سيفعله".