ماذا وراء إصرار إسرائيل على اجتياح رفح الفلسطينية؟
تخطط إسرائيل لشن هجوم على رفح على الرغم من الشكوك الأمريكية بسبب الأهمية الاستراتيجية للمنطقة، حسبما أشار داني أورباخ، المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس.
ويرى أورباخ أن السيطرة على رفح ضرورية للحد من التمرد الذي تقوده حماس في غزة، مشيراً إلى أهمية وجود ملاذات آمنة للتمرد.
كما تدعي إسرائيل استخدام حماس معبر رفح والمنطقة الحدودية لتهريب الأسلحة، مما يعزز دوافعها للسيطرة عليها.
ورغم تلقي القيادة الإسرائيلية انتقادات داخلية بسبب ركود الحرب في غزة وعدم تحقيق تقدم ملموس، فإن استراتيجيتها لا تزال تركز على تحقيق السيطرة على المناطق الحدودية والمعابر الهامة.
كما إن إحجام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن اتخاذ القرار الصعب بشأن مستقبل إدارة قطاع غزة يبرز بوضوح في ظل التوترات المتصاعدة بين حماس والجيش الإسرائيلي.
وأطلق الجيش الإسرائيلي تحذيرات متكررة لعدة أسابيع بشأن خطورة الفراغ السياسي في غزة وتبعاته المحتملة لصالح حماس.
وتتمسك حماس، التي تواجه التفوق العسكري للجيش الإسرائيلي، بمواصلة مقاومتها والصمود رغم الجهود العسكرية الإسرائيلية، بهدف إظهار النصر والبقاء على قيد الحياة.
ومع ذلك، يُحذر المحللون من أن الانتصارات التكتيكية التي تحققها إسرائيل، مثل تدمير وحدات حماس في رفح، قد لا تكون كافية لتحقيق مكاسب استراتيجية دائمة، خاصة إذا ما استطاعت حماس إعادة تنظيم نفسها في المستقبل.
وفي هذا السياق، أشارت سنام فاكيل، الباحثة في شؤون الشرق الأوسط في مركز تشاتام هاوس البحثي بلندن، إلى أن تقطيع أوصال حماس قد يوفر فرصًا بصرية لإسرائيل للإعلان عن النصر، لكنها تؤكد أن هذه الخطوة قد تكون مجرد حلول مؤقتة في غياب استراتيجية سياسية أوسع للتعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويشير الوضع في رفح إلى احتمال تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تعتبر المدينة نقطة الوصول الرئيسية للإمدادات الغذائية والطبية، التي تعاني من النقص بالفعل، وتحذر جماعات الإغاثة الدولية من تفاقم الوضع إلى حد الجوع، مع تسجيل حالات وفاة بسبب الجوع في شمال غزة.
ومن المقرر أن يقود اثنان من كبار المسؤولين الإسرائيليين، المقربين من رئيس الوزراء نتنياهو، وفدًا يزور البيت الأبيض في الأيام المقبلة، حيث من المتوقع أن تناقش الإدارة الأمريكية نهجًا بديلا للتعامل مع حماس في رفح.
كما يؤكد ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، أن القادة الأمريكيين قد لا يفهمون تمامًا الدعم القوي في إسرائيل للقضاء على حماس بعد هجومها في 7 أكتوبر.
