روسيا تعلن ”حالة الحرب” لأول مرة.. ماذا يعني ذلك؟
مارينا فيكتور مصر 2030منع الكرملين استخدام كلمة "حرب" مع فرضه غرامات وأحكاما بالسجن على من يستعملها، منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، قبل أن يقر لأول مرة، اليوم الجمعة، أن البلاد في "حالة حرب".
وربط العديد من المحللين السياسيين غزو روسيا لأوكرانيا بالتطورات العسكرية على الأرض والانتخابات الروسية التي كان من المنتظر أن يفوز بها الرئيس فلاديمير بوتين.
في حالة حرب
واعترف الكرملين، بأن روسيا "في حالة حرب" في أوكرانيا، بعدما واظبت موسكو على استخدام عبارة "عملية عسكرية خاصة" للإشارة إلى الهجوم الذي أطلقته على جارتها قبل أكثر من عامين.
وأقر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن روسيا "في حالة حرب" في أوكرانيا.
واستخدم الكثير من المسؤولين الكبار على مدى عامين، كلمة "حرب" في تصريحات عامة، ولكن في إشارة إلى الحرب التي يقولون إن الغرب يشنها ضد روسيا عبر أوكرانيا، وليس في ما يتعلق بالهجوم الروسي نفسه.
وقال بيسكوف في حديث إلى صحيفة روسية مقربة من الكرملين نشر الجمعة "نحن في حالة حرب. نعم لقد بدأ الأمر كعملية عسكرية خاصة، لكن منذ تشكّلت هذه المجموعة، منذ شارك الغرب مجتمعا في كل هذا إلى جانب أوكرانيا، بالنسبة إلينا، أصبحت حرباً".
أسباب التغير الروسي
يرى محللون أن هناك عدة أسباب لتحول روسيا من عملية عسكرية خاصة إلى حالة حرب.
وفي بداية الحرب قالت روسيا إنها ستنهي العملية في ثلاث أيام لكنها اصطدمت بمقاومة أوكرانية قوية بدعم غربي ما جعلها تدرك أن حساباتها خاطئة.
وكانت خسائر روسيا كبيرة على الأرض لذلك بدأت تصعد من لهجتها بشأن استخدام أسلحة نووية محدودة للردع.
وأشاد بوتين في وقت سابق من هذا الشهر بترسانة موسكو النووية وحذر من أنه مستعد لنشرها إذا تعرضت السيادة الروسية للتهديد.
ويرى المحللون أن من أسباب تغير لهجة الروس، تلويح فرنسا بإمكانية الدفع بقوات برية، ومناورات حلف شمال الأطلسي "الناتو" بحوالي 90 ألف جندي، إضافة إلى الدعم الغربي الكبير لأوكرانيا.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لمح في وقت سابق إلى إمكانية إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا.
وفي أواخر عام 2022، بدأت الولايات المتحدة "الاستعداد بجدية" لاحتمال أن تشن روسيا ضربة نووية على أوكرانيا كنوع من رد الفعل الرادع لكييف، وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين كبيرين في الإدارة الأميركية.
ولطالما أكد الكرملين للروس أن الحرب لن تؤثر على حياتهم اليومية أو على أراضي البلاد، ولكن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الروسية في منتصف مارس، تزايدت هذه الهجمات.
وتعهد بوتين في وقت سابق الانتقام رداً على تزايد الهجمات الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة والتي طالت الأراضي الروسية، بعد أكثر من عامين على بدء غزو أوكرانيا.
وكان بوتين الذي أُعيد انتخابه مؤخرا بحصوله على 87 في المئة من الأصوات خلال الانتخابات الرئاسية، تعهد بقيادة بلاده إلى النصر في مواجهة كييف والغرب، وهو نزاع يقدمه على أنه وجودي.