بسبب «الانقسام».. هل يتعقد الحل السياسي بالسودان؟
مارينا فيكتور مصر 2030أصابت الأحزاب والتحالفات السياسية في السودان، إنقسامات متعددة، إثر الحرب، وتؤثر بشكل كبير على مسارات الحل وتشكيل حكومة انتقالية.
ولا يزال الغموض يسيطر على مستقبل السودان السياسي، في ظل تباين المواقف بين القوى الداعمة للجيش التي تسعى لإنهاء النزاع بالقوة العسكرية، وبين القوى المؤيدة للديمقراطية التي تحاول إنهاء الصراع بالوسائل السلمية التفاوضية.
الضغط باتجاه المحادثات في السودان
ويضغط المجتمع الإقليمي والدولي في اتجاه إقرار عملية سياسية بالتزامن مع مفاوضات وقف إطلاق النار، لكن الخلافات حول من يشارك في العملية تتفاقم، إذ تُطالب قوى "الحرية والتغيير" بعدم مشاركة النظام السابق في أي ترتيبات سياسية.
وأكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، في مؤتمره الصحفي أمس، أن أولويات الإدارة الأمريكية في السودان تتمثل في التوصل لاتفاق يُنهي العنف بشكل فوري وضمان وصول المساعدات الإنسانية وإعادة الانتقال المدني وبناء جيش محترف.
ورفض المبعوث مشاركة النظام السابق في التفاوض بقوله: يجب عدم السماح للمتطرفين والمتشددين للعودة للحكم عبر اتفاقيات تقاسم السلطة".
ويشارك مسلحون من عناصر النظام السابق في النزاع كطرف شبه مستقل، فيما تقول تقارير صحفية إن قادة الجيش خاضعون للحركة الإسلامية التي تحاول منع التوصل لاتفاق سلام حتى لا تكون ضحيته.
انقسامات سياسية
ومؤخرا، شهدت الساحة السياسية في البلاد، انقسامات كبيرة داخل الأحزاب السياسية والحركات المسلحة، والتحالفات، إذ شهد حزب "المؤتمر الشعبي"، و"العدل والمساواة"، والتحالف الديمقراطي للعدالة الانتقالية، انشقاقات عنيفة، بسبب تداعيات الحرب التي شهدتها البلاد مؤخرا.
وبالنسبة إلى الكاتب والمحلل السياسي، الهضيبي يس، فإن حدوث أي انقسام وسط التنظيمات والأحزاب السياسية في السودان قد يزيد من تعقيد الأزمة.
وتظهر الانقسامات وتأثيراتها السياسية، في أي مجتمع، من خلال صعود أفكار وقناعات جديدة، وربما رؤى وأفكار تتعارض مع فكرة التنظيم الأم مما يجعل سمة الإصرار والتموضع للطرف المنشق الأرجح حتى وإن تضاعف حجم أزمة الدولة.
ونشطت بعض الأحزاب وانقسمت بسبب تمدد الخلافات ما بعد اندلاع حرب 15 من أبريل الماضي، واعتبار ما حدث نتيجة لمضي بعض التنظيمات السياسية في تنفيذ برنامج العملية السياسية والذي كان من المتوقع أن يفضي إلى هيكلة المؤسسة العسكرية.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت حوالي 13 ألفا و900 قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.