«فظائع مروعة».. أطباء من أمريكا وبريطانيا يفضحون انتهاكات إسرائيل في غزة
عبده حسن مصر 2030وصل وفد من الأطباء الأمريكيين والبريطانيين إلى واشنطن العاصمة لإبلاغ إدارة الرئيس بايدن بشأن تدمير البنية التحتية الصحية في قطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي بهدف طرد الفلسطينيين من منازلهم.
ومن المقرر أن يلتقي هؤلاء الأطباء، الذين شاركوا مؤخرًا في العمل التطوعي في مستشفيات غزة، بمسؤولين في البيت الأبيض وأعضاء بارزين في الكونجرس لتحذيرهم من أن زيادة المساعدات للفلسطينيين المتضررين من القصف لن تكون فعالة بشكل كبير ما لم يتم العمل على وقف فوري لإطلاق النار لتسهيل التوزيع الآمن للمساعدات الإنسانية وإعادة بناء البنية التحتية الصحية.
واتهم البروفيسور نيك ماينارد، الذي عمل في مستشفى الأقصى في غزة، قوات الاحتلال الإسرائيلية بارتكاب "فظائع مروعة"، مؤكدًا أنها تستهدف بشكل منهجي مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها، مما يؤدي إلى تفكيك النظام الصحي بأسره.
وأضاف ماينارد: "لا يقتصر الأمر على تدمير المباني فقط، بل يتضمن أيضًا تدمير البنية التحتية للمستشفيات، مثل خزانات الأكسجين وأجهزة التصوير المقطعي المحوسب، مما يجعل عملية إعادة البناء أكثر صعوبة، فإذا كان الهدف هو استهداف مقاتلي حماس فلماذا يتم تدمير البنية التحتية للمؤسسات الطبية؟"
وتقول الأمم المتحدة إن أيًا من مستشفيات غزة، التي يبلغ عددها 36 مستشفى، لا يعمل بكامل طاقته، حيث يعمل العديد منها جزئيًا وبعضها الآخر مدمر. وفي حادثة جديدة يوم الاثنين، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل واعتقال فلسطينيين داخل المستشفى بحسب الطاقم الطبي.
وتفاقمت الأزمة في المستشفيات نتيجة لمقتل أو اعتقال المئات من العاملين في مجال الرعاية الصحية على يد الجيش الإسرائيلي.
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأن الطاقم الطبي تعرض للتجريد والضرب والتعذيب خلال غارة على مستشفى ناصر في جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى نزوح نصف السكان.
ويعتقد البعض أن الإغلاق والأضرار التي لحقت بالمستشفيات تهدف إلى إجبار الفلسطينيين على الخروج من منازلهم.
كما تم الاتصال بالجيش الإسرائيلي للتعليق، والذي أكد في السابق عدم استهداف الطواقم الطبية أو المرضى، متهمًا حماس بالعمل داخل وتحت مستشفيات غزة.
ومن المقرر أن يلتقي الأطباء مع مسؤولين في مجلس الأمن القومي الأمريكي وكبار أعضاء الكونجرس للبحث في الأزمة الإنسانية، كما تحدثوا إلى مندوبين لدى الأمم المتحدة من عدة دول في نيويورك في الأيام القادمة.
وقال الطبيب ثائر أحمد، المتطوع في غرفة الطوارئ بمستشفى ناصر في شيكاغو، إن الأضرار التي لحقت بنظام الرعاية الصحية تستدعي وقف إطلاق النار بشكل ملحّ.
كما أوضح أحمد: "نحن نشعر جميعًا بالضرورة الملحّة لذلك". "لذلك نحاول توجيه نفس الإلحاح إلى الأشخاص القادرين على اتخاذ قرارات مؤثرة."
ووفقًا لتقديرات وزارة الصحة في غزة، فقد قُتل نحو 32 ألف شخص بسبب الهجمات الإسرائيلية، وهم في الغالب نساء وأطفال، ردًا على هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي أودى بحياة حوالي 1200 إسرائيلي وآخرين.
وأشار الأطباء إلى أن إغلاق المستشفيات أو اكتظاظها يعرض الآلاف من الفلسطينيين للموت أو الإعاقة بسبب الجروح الخطيرة التي لا يتم معالجتها بشكل كافٍ، بما يتجاوز الرعاية الطارئة.
وبسبب منع إسرائيل لوصول الإمدادات الغذائية الكافية إلى غزة، أصبح مئات الآلاف من الفلسطينيين مهددين بالجوع، مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من أن هذه القيود قد تشكل جريمة حرب بما في ذلك التجويع المتعمد.
وقد اتهم منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إسرائيل بـ "التحريض على المجاعة" واستخدامها "كسلاح حرب".
وأكد ماينارد أن الوفد سينبه البيت الأبيض إلى أن جهود توصيل المساعدات الغذائية ستكون ذات تأثير محدود مالم يتم وقف إطلاق النار، وأضاف: "نحن هنا للتأكيد على أنه مهما كانت المساعدات تصل إلى حدود غزة، فإنه لا يمكن توزيعها في ظل استمرار العمليات العسكرية".
وأشار الدكتور زاهر سحلول، رئيس مؤسسة MedGlobal الطبية الخيرية، الذي قدم خدماته التطوعية في غزة في وقت سابق هذا العام، إلى أن بعض السياسيين الديمقراطيين يظهرون تفاعلاً أكبر مع مناقشة تصرفات إسرائيل، ويرجع ذلك جزئياً إلى تفاعل الناخبين العنيف ضد دعم إدارة بايدن للهجوم العسكري.
وكان سحلول ضيفًا على السيناتور ديك دوربين في خطاب الرئيس حول حالة الاتحاد في وقت سابق هذا الشهر.
وأضاف سحلول: "أعتقد، خاصة في ظل تغيير موقف الإدارة تجاه غزة ومحاولتها أن تكون أكثر حساسية للضغوط العامة، فإن السياسيين أكثر انفتاحًا على النقاش حولها، الناس يريدون سماع قصة غزة على أعلى مستوى هذه الأيام".
وكشف ماينارد عن لقاءه بوزير الخارجية البريطاني ورئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون قبل زيارته للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه على الرغم من قبول كاميرون، إلا أنهم خرجوا من الاجتماع وهم يعتقدون أنه كان مجرد تمريناً لا يؤثر على حكومتهم على الإطلاق.
وأوضح ماينارد، الذي قدم خدماته التطوعية في غزة مرارًا وتكرارًا على مدى العقد الماضي كبيرًا للأطباء في منظمة المساعدة الطبية للفلسطينيين، أن سبب زيارته للولايات المتحدة يعود إلى عدم اعتقاده أن الأمريكيين يتلقون القصة بشكل كامل.
وأضاف: "شعرت باليأس عند مواجهة بعض الروايات الكاذبة المنتشرة من إسرائيل، بالإضافة إلى الوسائط الإعلامية والحكومات الغربية، والشيء المحدد الذي يتكرر باستمرار هو ادعاء الإسرائيليين بحماية المدنيين، ولكن ما شهدناه يناقض ذلك تمامًا".
وأكد على رؤية فظائع مروعة في غزة، ورغبتهم الشديدة في نشر الوعي حولها، مشيرًا إلى وقوع قتل عشوائي لعدد كبير من المدنيين الأبرياء، وقضاء أسبوعين يعملون بلا كلل، وإجراء عمليات جراحية للنساء بنسبة أكبر من الرجال، مشيرًا إلى أن الأطفال هم الأكثر تضررًا وليس المقاتلون كما يُزعم.
وأعرب الأطباء عن مخاوفهم من تفاقم الوضع بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع نداءً من بايدن لإلغاء الهجوم البري على رفح في جنوب غزة، حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني نازح.
وحذر أحمد من أن الهجوم على المنطقة سيكون "كارثيًا"، معتبرًا أنه سيكون حمام دم، حيث لا تتوفر البنية التحتية اللازمة لمواجهة مثل هذا الهجوم، وقد دمرت البنية التحتية الموجودة بالفعل جراء الهجمات السابقة.