معارك شديدة.. ماذا يحدث بالخرطوم بحري؟
مارينا فيكتور مصر 2030شهدت مدينة الخرطوم بحري معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعدما خيم عليها الهدوء خلال الأيام الماضية، إذ تجددت الاشتباكات بين الطرفين في عدد من المحاور القتالية بالمدينة التي يفصلها النيل الأزرق عن العاصمة السودانية الخرطوم.
وتصنف الخرطوم بحري، كضلع ثالث في العاصمة السودانية المثلثة، التي تضم الخرطوم، وأم درمان، والخرطوم بحري، وبها عدد من المقرات العسكرية التابعة للجيش، مثل سلاح الإشارة وسلاح الأسلحة، بجانب معسكر حطاب.
ونفذت قوات الدعم السريع أكثر من 30 موجة هجومية على مقر سلاح الإشارة في الخرطوم بحري، "بهدف الاستيلاء على المقر"، بحسب منصات إعلامية تابعة لقوات الدعم السريع.
وتمكن الجيش من تدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع، حاولت الهجوم على مقر سلاح الإشارة.
وفي توقيت متزامن، شنّت قوات الدعم السريع هجوما على مقر سلاح الأسلحة الذي يقع في منطقة الكدرو بالخرطوم بحري، كما نفذت قوة منها هجوما آخر على معسكر خطاب شمال الخرطوم بحري.
أهمية جغرافية وعسكرية
وتضم الخرطوم بحري أكثر من ألفي مصنع، في مجالات متعددة من الصناعات الخفيفة والثقيلة، تمثل موردا أساسيا لتوفير المواد الغذائية، في وقت تضرر معظم المصانع كليا أو جزئيا من جراء الحرب، وفق اتحاد الغرف الصناعية في السودان.
وجددت قوات الدعم السريع الهجوم على المقرات العسكرية في الخرطوم بحري، بهدف البحث عن نصر جديد، تعوّض به خسارتها مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان.
ومع اندلاع الحرب سيطرت قوات الدعم السريع على معظم مناطق وأحياء الخرطوم بحري، وأصبحت تنتشر بكثافة في المدينة، وسط غياب الجيش الذي ظل يتمركز داخل مقراته العسكرية.
ووضعت قوات الدعم السريع يدها على مصفاة الجيلي للبترول، الواقعة في الخرطوم بحري، مما مكنها من الحصول على امداد إضافي من الوقود.
وفي يناير الماضي، نفذ الجيش عملية برية في الخرطوم بحري، مكنته من استعادة عدد من المناطق من قبضة الدعم السريع، كما أفلح في انتزاع كوبري (جسر) الجوفة الذي يربط منطقة الكدرو بمصفاة الجيلي.
مقتل أكثر من 13 ألف شخص
ووفق أرقام الأمم المتحدة، أدى الصراع بين الجيش والدعم السريع إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وأجبر أكثر من 7 ملايين على الفرار من منازلهم، بينهم 1.5 مليون لجأوا إلى تشاد ومصر وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا.
وقالت وكالات الأمم المتحدة إن نصف سكان السودان، أي حوالي 25 مليون شخص، يحتاجون إلى الدعم والحماية، من جراء تداعيات الحرب التي تدور بعدد من أنحاء البلاد.
وحذر منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن جريفيث، في مذكرة لمجلس الأمن، الجمعة، من أن "ما يقرب من 5 ملايين شخص قد يعانون من جوع كارثي في بعض مناطق السودان خلال الأشهر المقبلة".