روايات كاذبة.. إسرائيل تُعيد مجازرها داخل مستشفى الشفاء في غزة
عبده حسن مصر 2030سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى الشفاء في مدينة غزة بعد غارة جوية ليلية على المجمع الطبي، وطلبت من السكان المحليين الإخلاء باتجاه الجنوب.
وأعلن دانييل هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن العملية تمت "عالية الدقة" بناءً على معلومات استخباراتية تفيد باستخدام قادة حماس للمستشفى كقاعدة لتخطيط الهجمات، بحسب زعمه
وبعد ذلك، أكدت قوات الدفاع الإسرائيلية سيطرتها على المجمع المترامي الأطراف، مزعمةً إصابة وقتل عدد من مقاتلي حماس واعتقال العشرات، مع إصابة جندي إسرائيلي على الأقل.
كما تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات لتوجيه المدنيين المتضررين إلى التوجه جنوبًا على طريق غزة الساحلي إلى المواصي، بينما تبقى الوسائل النقل محدودة.
وأثارت هذه الأحداث مخاوف بشأن الوضع الإنساني في غزة، حيث يعاني السكان، وخاصة الأطفال وكبار السن، من نقص في الغذاء وسوء التغذية، مع تفاقم الأوضاع بسبب القتال المستمر.
وأصدر الجيش الإسرائيلي لقطات بالطائرات بدون طيار تظهر الاشتباكات داخل المستشفى، مؤكدًا على أنه يجب تجنب الإضرار بالمرضى والمدنيين والطاقم الطبي والمعدات.
وتعرضت منطقة الرمال في غزة، حيث يقع المستشفى، لقصف جوي وهجوم من القوات الإسرائيلي، وفجأة، بدأت أصوات الانفجارات تعلو وتتوالى، وتدحرجت الدبابات بسرعة.
وقال محمد علي، البالغ من العمر 32 عامًا والذي يعيش على بعد قرابة ميل من المستشفى، خلال محادثة عبر تطبيق للدردشة: "لقد هاجموا قادمين من الطريق الغربي باتجاه الشفاء، وبدأت أصوات إطلاق النار والانفجارات تتزايد"، وأضاف: "لا نعلم ما يحدث، ولكن يبدو وكأنه غزو جديد لمدينة غزة".
وأدانت حماس الجيش الإسرائيلي لارتكابه جريمة بالاستهداف المباشر لمباني المستشفيات دون مراعاة للمرضى أو الكوادر الطبية أو النازحين داخلها.
وأفادت وزارة الصحة في غزة أن القصف أدى إلى نشوب حريق عند مدخل المجمع، مما أسفر عن حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين في المستشفى، وأن الاتصالات انقطعت، مع محاصرة الأشخاص داخل وحدات الجراحة والطوارئ في إحدى المباني.
وأوضحت الوزارة: "هناك شهداء، بينهم قتلى وجرحى، ومن المستحيل إنقاذ أحد بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من النوافذ"، متهمة قوات الاحتلال بارتكاب "جريمة جديدة ضد المؤسسات الصحية".
كما أثارت الغارة الإسرائيلية في نوفمبر على مستشفى الشفاء - أكبر مستشفى في غزة - إدانة دولية واسعة النطاق، مما ألقى الضوء على التحديات التي تواجهها إسرائيل في غزة.
وقد أجبر القتال والدمار في شمال غزة آلاف الفلسطينيين على البحث عن مأوى في مخيم الشفاء والعيش في خيام مؤقتة في أراضيه.
ووصفت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد الذعر وأظهرت لقطات لم يتم التحقق منها أشخاصا يحاولون الفرار على طول أحد الشوارع في الظلام مع بدء العملية الإسرائيلية.
وقامت القوات الإسرائيلية بدهم عدد من المستشفيات في غزة خلال حملة عسكرية بدأت بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز حوالي 250 آخرين كرهائن.
وعلى الرغم من أن حدة الهجمات قد خفت إلى حد ما في الأسابيع الأخيرة، إلا أن عدد القتلى مستمر في الارتفاع. وأسفرت الحملة الإسرائيلية ضد حماس عن مقتل ما لا يقل عن 31645 شخصًا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.
وفي الأسبوع الماضي، دعت المملكة المتحدة إلى إجراء تحقيق في الغارة الإسرائيلية على مستشفى ناصر في خان يونس في فبراير، بعد تقارير تفيد بأن الطاقم الطبي واجه معاملة عنيفة ومهينة أثناء الاحتجاز بعد الهجوم.
واتهمت إسرائيل حماس مرارًا وتكرارًا باستخدام المدنيين كدروع بشرية من خلال إدارة العمليات العسكرية من المستشفيات والمراكز الطبية الأخرى، في حين تنفي الجماعة المتشددة هذه المزاعم.
وبعد الغارة التي شنها في نوفمبر على منطقة الشفاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على أسلحة ومعدات عسكرية مخبأة هناك بالإضافة إلى نفق يبلغ طوله 55 مترا في الطابق السفلي، ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات قال إنها تثبت احتجاز رهائن هناك، مما تنفيه حماس أيضًا.
ولا تبدو الأدلة التي قدمها الجيش الإسرائيلي تثبت الادعاءات التي صدرت قبل الغارة بأن حماس قامت ببناء مركز قيادة مجهز تجهيزاً جيداً