مصر والاتحاد الأوروبي.. انطلاقة قوية لتعزيز العلاقات مع القوى الدولية
مارينا فيكتور مصر 2030تشهد العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، حالة من الشراكة تمثل ترجمة واقعية للانطلاقة القوية، التي حققتها الدولة المصرية، نحو تعزيز علاقاتها، مع العديد من القوى الدولية، في إطار تنويع الشراكات.
وتحققت هذه الشراكة القوية بين مصر والاتحاد الأوروبي، عبر مسارين رئيسيين، أولهما الدبلوماسية المصرية، في تقديم نفسها باعتبارها قوى إقليمية مؤثرة، يمكنها تحقيق أكبر قدر من الاستقرار الإقليمي، وتحقيق إصلاحات كبيرة في العديد من المجالات، وفي مقدمتها البعد الاقتصادي.
العدوان على قطاع غزة
خلال ما يزيد عن خمسة أشهر، من حرب وعدوان شديد على أهالي قطاع غزة، تحولت مصر إلى قبلة الزعماء وكبار المسؤولين الأوروبيين، في ظل الحاجة الملحة للتنسيق مع القاهرة، من أجل التوصل إلى حلول، من شأنها إنهاء الأزمة، والتحول نحو التفاوض.
وبات العديد من الدول الأوروبية، ومسؤولي "أوروبا الموحدة"، يتحدثون جديا عن سبل تحقيق استقرار مستدام، عبر العودة إلى الشرعية الدولية، من خلال تحقيق حل الدولتين، وهو ما يمثل استجابة قوية للدعوات التي تبنتها الدولة المصرية منذ بدء العدوان.
وعكست قمة "القاهرة للسلام"، والتي استضافتها مصر على أراضيها، في أكتوبر الماضي، تغييرا كبيرا في المواقف إذا ما قورنت بالدفاع المطلق عن إسرائيل في البداية
قضايا أخرى
الدبلوماسية المصرية، لم تقتصر فقط على القضايا ذات الطبيعة السياسية المطلقة، وإنما امتدت إلى العديد من الجوانب الأخرى، منها قضايا الإتجار بالبشر، ومسألة اللاجئين، وهي القضية التي تمثل أولويات كبيرة، خاصة مع تراجع الاقتصاد، وارتفاع موجات التضخم، والتي تعكس أزمة حقيقية للمواطن الأوروبي جراء الارتفاع الكبير في الأسعار.
عملية الإصلاح الشاملة
بينما يبقى المسار الثاني مرتبطا بحجم الإنجاز الذي حققته الدولة المصرية خلال عقد واحد من الزمان، تجسد في عملية إصلاح شاملة، بدءً من مشروعات البنية الأساسية التي من شأنها تحقيق طفرة كبيرة، ناهيك عن تنويع مصادر الطاقة، واستكشاف الإمكانات التي تمتلكها الدولة المصرية، عبر الاعتماد على الطاقة النظيفة.
كما اعتمدت مصر نهجا تنمويا جغرافيا واسع النطاق، عبر اقتحام المناطق المهمشة، والعمل على الاستفادة من إمكاناتها، لتحقيق طفرة في مختلف المجالات بين الزراعة والصناعة، وهو ما يساهم بصورة كبيرة في استقطاب الاستثمارات الأجنبية.
تقارب مع دول أوروبا
تمكنت مصر من تحقيق تقارب مع دول أوروبا، عبر عقد الشراكات، التي تجاوزت "الثنائيات" التقليدية، منها الشراكة الثلاثية، مع اليونان وقبرص، والتي أسفرت عن ميلاد منتدى غاز شرق المتوسط، والذي ضم حوالي 10 دول بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا.
بالإضافة إلى تعزيز العلاقة مع تجمع "فيشجراد"، والذي يضم دولا محورية في أوروبا الشرقية، ناهيك إلى تعزيز علاقاتها مع كل من فرنسا وإسبانيا وبلجيكا، وهولندا، عبر شراكات مهمة، ارتبطت في جزء منها بالطاقة النظيفة، منها على سبيل المثال إطلاق المنتدى العالمي للهيدروجين الأخضر بين مصر وبلجيكا في 2022، على هامش قمة المنا
خ التي عقدت في شرم الشيخ.