اجتماع مغلق يكشف الحقيقة.. هل هددت قطر بطرد قادة حماس؟
عبده حسن مصر 2030تواجه قطر انتقادات بسبب قصة اقتراح من قبل مسؤولين بارزين هُناك، بطرد قادة حركة حماس من الدوحة.
وذلك جاء في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر. وفي رد فعل على هذا الاقتراح، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على أهمية التركيز أولاً على إطلاق الرهائن.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فقد قدم الشيخ تميم هذا الاقتراح خلال لقاء مع بلينكن في اجتماع مغلق بتاريخ 13 أكتوبر في الدوحة.
وبدأ الأمير بالتعبير عن قلقه إزاء الهجوم الذي شنته حماس، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل واختطاف 253 آخرين في غزة. ومن ثم، استفسر عما إذا كان من المناسب طلب من قطر طرد قادة حماس، وفقًا للمسؤولين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم.
ومن المرجح أن سبب تسرب هذه القصة هو إحباط قطر من الانتقادات المستمرة التي تعرضت لها منذ 7 أكتوبر.
واتُهمت البلاد بتدليل قادة حماس، وهو أمر يبدو واقعيًا، خاصة مع جهودها الواضحة لجذب الغرب، ومن المؤكد أن ذلك أثار غضبها، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
وعندما بدأ بلينكن تصريحاته، لم يرد بشكل مباشر على اقتراح الأمير، بل أشار إلى أنه سيكون من الأفضل لقطر استخدام اتصالاتها مع حماس، وذلك من خلال المكتب الذي سمحت للجماعة بتأسيسه في قطر.
وأشار المسؤولون إلى أن الدوحة في عام 2012 استضافت مكت حماس بناء على طلب من واشنطن، وأكدوا أن وزير الخارجية الأمريكي أوضح لأمير قطر أنه لن يكون هناك "العمل كالمعتاد" بالنسبة لحماس في قطر بمجرد انتهاء الصراع.
كما تعرضت قطر لضغوط متزايدة من الحكومة الإسرائيلية وبعض الجمهوريين الأمريكيين بسبب رفضها الاعتماد بقوة كافية على حماس للموافقة على صفقة رهائن مع إسرائيل، مما أدى إلى تهديد بإطاحة قيادة الحركة في غزة، وكشف اجتماع 13 أكتوبر الماضي عن صورة أكثر تعقيدا.
ورفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على الأمر، لكن مصدر أمريكي مطلع أفاد بأن وزير الخارجية بلينكن وأمير قطر ناقشا موضوع وجود حماس في الدوحة، وأن الوزير طلب من الأمير التركيز على تأمين إطلاق سراح الرهائن في المدى القريب، مع التأكيد على أنه لن يكون هناك "عمل كالمعتاد مع حماس" على المدى البعيد.
وفي تعليقه على الانتقادات الموجهة للدوحة، أكد مسؤول أمريكي أن قادة حماس يدركون تمامًا أن استمرار إقامتهم في قطر سيكون في خطر إذا انهارت المفاوضات بالكامل.
وأضاف المسؤول أن قطر ستكون مستعدة لطرد قادة حماس إذا طلبت الولايات المتحدة ذلك، مشيرًا إلى عدم تقديم مثل هذا الطلب منذ اجتماع 13 أكتوبر.
وبين المسؤول أن حتى لو تم طرد قادة حماس، فإن الآثار ليست واضحة، حيث أن الأفراد الذين استضافتهم الدوحة قضوا معظم وقتهم منذ 7 أكتوبر في تركيا حيث تقيم عائلاتهم.
فيما تعرضت تركيا لانتقادات بسبب استضافتها لمسؤولين من حماس، ورغم أن السلطات التركية قد أمرت بشكل دوري بمغادرة بعض هؤلاء الأعضاء، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب مرارًا وتكرارًا عن دعمه للجماعة.
ووفقًا لدبلوماسي عربي رفيع المستوى، فإن المحادثات تبدو وكأنها تعاني من طريق مسدود، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى تهديدات الدوحة بطرد قادة حماس إذا لم يتعاونوا.
واعترف الدبلوماسي بأن قطر قد أكدت عدم فعالية مثل هذا الضغط، لكنه أشار إلى أن وجهة النظر هذه لا تتفق معها الوسطاء الآخرون في المفاوضات.