آخرها مطالب باستبدال حكومة نتنياهو.. كيف تصاعد التوتر بين أمريكا وإسرائيل؟
عبده حسن مصر 2030شهدت الساعات الماضية، تصاعدًا في التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث دعا تشاك شومر، وهو أحد أبرز السياسيين اليهود في أمريكا، إلى استبدال حكومة بنيامين نتنياهو المتشددة.
واتهم شومر نتنياهو بإضعاف "النسيج السياسي والأخلاقي" لإسرائيل واعتبره "عقبة أمام السلام"، وكمقرب من الرئيس جو بايدن وعضو بارز في الحزب الديمقراطي، شدد شومر على ضرورة استخدام واشنطن نفوذها لدفع ائتلاف نتنياهو نحو مسار أكثر اعتدالًا، خاصة بعد الحرب الأخيرة مع حماس.
وقال شومر في خطاب ألقاه أمام مجلس الشيوخ أمس الخميس: "لا يتناسب ائتلاف نتنياهو مع احتياجات إسرائيل بعد 7 أكتوبر، فقد تغير العالم جذريا منذ ذلك الحين، ويعاني الشعب الإسرائيلي الآن من رؤية حكومة عالقة في الماضي."
وأضاف: "إذا استمر الائتلاف الحالي لنتنياهو في السلطة بعد انحسار الحرب، وتابع تنفيذ سياسات خطيرة وتحريضية تختبر المعايير الأمريكية الحالية، فسيضطر الولايات المتحدة لتبني دور أكثر فعالية في تغيير السياسة الإسرائيلية باستخدام نفوذها."
وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ إن نتنياهو كان "مستعداً لتحمل الخسائر في صفوف المدنيين" في غزة وقلل من دعم إسرائيل على الصعيدين الوطني والدولي، وأكد على أهمية عدم عزل إسرائيل عن المجتمع الدولي.
من جانبه، رد سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مايكل هيرزوغ، بتصريح يصف تعليقات شومر بأنها "قد تؤدي إلى نتائج عكسية"، بينما طالب حزب الليكود بزعامة نتنياهو شومر بـ "احترام" الحكومة الإسرائيلية.
وأكدت الليكود أن إسرائيل ليست جمهورية موز، بل ديمقراطية مستقلة وفخورة باختيار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وصرح جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، بأن شومر قدم إلى البيت الأبيض تقديمًا مسبقًا للموقف الذي كان ينوي التعبير عنه.
ورغم ذلك، فقد حاول تجنب توريط البيت الأبيض في تصريحات زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، مشيرًا إلى تركيز إدارة بايدن على ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها وتجنب الأضرار المدنية.
ويأتي خطاب شومر، المؤيد لإسرائيل منذ فترة طويلة، في وقت يتزايد فيه الغضب في واشنطن من الطريقة التي يدير بها ائتلاف نتنياهو، الذي يعتمد على دعم المتطرفين اليمينيين، وذلك بعد اندلاع حرب بعد هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر.
وتسببت القصف الإسرائيلي الانتقامي لغزة في مقتل أكثر من 31300 شخصًا، ونزوح أكثر من 1.7 مليون شخص، وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وفي عطلة نهاية الأسبوع، انتقد بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً إنه "يؤذي إسرائيل أكثر من مساعدتها".
وأظهر تقييم استخباراتي أمريكي تصاعد عدم الثقة الداخلية في نتنياهو وتعرض حكمه للخطر، مما أثار غضب حكومة نتنياهو ودفعها إلى اتهام الولايات المتحدة بمحاولة الإطاحة بها.
وفي خطابه، الذي ألقاه في الوقت الذي فرضت فيه الولايات المتحدة المزيد من العقوبات على المستوطنين اليهود المتطرفين في الضفة الغربية المحتلة، دعا شومر إلى زيادة الضغط على إسرائيل لدعم إقامة دولة فلسطينية.
فيما أكد شومر على ضرورة أن تطالب الحكومة الأمريكية إسرائيل بوضع حل الدولتين في الاعتبار للمستقبل، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي لنا أن ندعم تصرفات الحكومة الإسرائيلية التي تضم متعصبين يعارضون فكرة الدولة الفلسطينية.
وأضاف شومر أنه لا يمكن توقع أن يقوم رئيس الوزراء نتنياهو بالإجراءات اللازمة لكسر دائرة العنف، والحفاظ على مصداقية إسرائيل عالميًا، والعمل نحو حل الدولتين.