فعل جرمه القانون وحرمه الإسلام.. تحذير من احتكار السلع وأثره السلبي على الاقتصاد

يعد احتكار السلع من التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، حيث يتسبب في زيادة الأسعار وتقليل القدرة الشرائية للمواطنين، مما يؤثر سلبًا على معيشتهم ويزيد من الضغط الاجتماعي، وتتضمن التحديات التي تعانيها السوق المصرية نتيجة للاحتكار تقليل التنافسية في السوق وعرقلة حركة الأعمال التجارية، مما يعيق التنمية الاقتصادية ويؤثر على استقرار الأسعار، كما يتسبب الاحتكار في تقليل الخيارات المتاحة للمستهلكين وتشجيع الممارسات الاحتكارية التي تضر بحقوق المستهلك.

ومع ذلك، يمكن أيضًا النظر إلى بعض الفرص المتاحة في ظل هذه التحديات. يمكن للحكومة اتخاذ إجراءات فعالة لمكافحة الاحتكار وتشجيع التنافسية في السوق، مما يسهم في تحقيق التوازن في العرض والطلب وتحقيق استقرار الأسعار، كما يمكن للسلطات التنظيمية تعزيز الشفافية في الأسواق وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في دعم الاقتصاد وتوفير السلع بأسعار معقولة.

وعلى المدى الطويل، يتطلب حل مشكلة الاحتكار جهودًا مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وتبني استراتيجيات شاملة تهدف إلى تحقيق التوازن بين مصالح الأفراد والمجتمع وتعزيز الاقتصاد المصري ككل، لذلك؛ يجب أن يكون هدفنا الرئيسي هو خلق بيئة اقتصادية تسمح بالتنمية المستدامة وتعزز العدالة الاقتصادية، من خلال تشجيع التنافسية الصحيحة في السوق ومكافحة الاحتكار بكل أشكاله وأنواعه.

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلاد، وفي خضم الانتشار المتزايد لظاهرة احتكار السلع، يطلق عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر السابق، تحذيرًا شديد اللهجة من ممارسة هذه الظاهرة المدمرة.

وبحسب الأطرش، يعد احتكار السلع بهدف رفع أسعارها خطوة غير مسؤولة اقتصاديًا وأخلاقيًا، مشددا على أن تناول الحرام هو فعل محرم في الإسلام، ويجب على الناس الالتجاء إلى الله في جلب الرزق بطرق شرعية.

وأكد الأطرش أن الرزق مضمون ومقدر مسبقاً عند الله، مستشهدًا بالآيات القرآنية التي تؤكد ذلك ومن بينها قول الله تعالى : "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ". وقوله تعالى: "۞ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6)" سورة هود.

وفي تصريحاته لـ "مصر 2030"، حث الأطرش على ضرورة التوبة والاستغفار، والالتزام بتحري الحلال في طعامه ومعاشه، كما ركز على أهمية القيم الدينية في الحياة اليومية، والتي تشجع على تربية الأجيال على اجتناب الحرام والسعي إلى الحلال، مشيرا إلى أن الإنسان يجب أن يتقي الله في طلب رزقه، ويسعى إلى طلب البركة في أرزاقه.

وفي ختام تصريحاته، شدد الأطرش على أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها البلد لا تبرر اللجوء إلى الحرام في طلب الرزق، وأن البحث عن الحلول الشرعية يجب أن يكون الأساس في التصرفات الاقتصادية.