21 أبريل 2025 14:03 22 شوال 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
دين وفتاوى

وزير الأوقاف: القرآن الكريم كله عظمة وجمال وقد دعانا للقول الطيب

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خلال ثانى حلقات برنامج: "فى رحاب القرآن الكريم" اليوم الثلاثاء، 2 رمضان 1445هـ الموافق 12/ 3/ 2024م والذى يذاع على قناة النيل الثقافية، أن القرآن الكريم هو كتاب الكمال والجمال، حيث يقول الله تعالى: "إن هذا القرآن يهدى للتى هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا"، ومن التى هى أقوم "السراح الجميل"، حيث يقول الحق "سبحانه وتعالى": "وسرحوهن سراحا جميلا".

واستكمل: والسراح الجميل هو الذى لا عضل معه، أى لا ظلم للمرأة معه، ولا هضم لحقوقها فيه، حيث يقول الحق "سبحانه": "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، وينبغى على كلا الزوجين أن يتذكرا ما كان بينهما من فضل ومن حياة؛ تستدعى حفظ هذا العهد لا الانتقام ولا التشفى ولا العضل، حيث يقول الحق "سبحانه": "ولا تنسوا الفضل بينكم"، ولو طبقنا هذه الآية "ولا تنسوا الفضل بينكم" وقول الله "عز وجل": "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" لما وجدنا هذا الكم من القضايا الهائلة فى محاكم الأسرة بين الزوجين، وكأن كل واحد منهما لم يعرف صاحبه من قبل.

كما أكد أن القرآن الكريم تحدث أيضا عن "الدفع الجميل" وهو مقابلة السيئة بالحسنة، وليس بالسيئة، حيث يقول الحق "سبحانه": "ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هي أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"، وتلك منزلة عظيمة عالية "منزلة الصفح والعفو"، حيث يقول الحق "سبحانه": "وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"، ورمضان شهر الصفح، وشهر العفو، وشهر الرحمة، وشهر المغفرة، فلنتراحم فيما بيننا، وليعف بعضنا عن بعض، ويقول الحق "سبحانه وتعالى" فى وصف عباد الرحمن: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما".

وتابع: وهكذا يعلمنا الصيام ومدرسة الصيام هذا الأدب العالى، حيث يقول نبينا "صلى الله عليه وسلم": "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق يصخب ولا يجهل، فإن ساببه أحد أو شاتمه، فليقل: إنى امرؤ صائم، إنى امرؤ صائم"، ولم يقل النبى "صلى الله عليه وسلم" فإن سابه أو شتمه، وإنما قال: ساببه، أو شاتمه بصيغة المفاعلة أى حاول أن يستفزه أو أن يخرجه عن صيامه، وعن أخلاقه، وعن كريم معدنه إلى المساببة والمشاتمة، فليتمسك بأخلاق الصائمين، وقيم الصائمين، وقيم الإسلام، وليقل: "إنى صائم"، ذلك كما قال النبى "صلى الله عليه وسلم": "الصوم جنة "أى وقاية من غضب الله تعالى يوم القيامة، ووقاية من سيء الأخلاق فى الدنيا، فمن كان الصوم وقاية له من الحرام، وقاية له من سيء الأخلاق، وقاية له من المساببة، والمشاتمة، كان وقاية له -بإذن الله- من عذاب الله يوم القيامة، مشيرا إلى أن بعض الناس يقولون "دع فلانا فإنه صائم" وكأن الصيام يضيق الأخلاق! بل إن الصيام يوسع الأخلاق ولا يضيقها، فالصوم جنة، الصوم وقاية، الصوم أخلاق، الصوم قيم، فعلينا أن نتأدب بأدب الإسلام، وأن نتحلى بأخلاق الصائمين فى الصفح والعفو.

وقد تحدث القرآن الكريم عن "القول الحسن الجميل"، حيث يقول الحق "سبحانه وتعالى": "وقولوا للناس حسنا"، ونلاحظ فى الآية أن النص القرآنى لم يقل "وقولوا للمسلمين حسنا"، ولا "قولوا للمؤمنين حسنا"، "ولا قولوا للموحدين حسنا"، وإنما قال "وقولوا للناس حسنا"، أى لكل الناس، فنحن مطالبون بأن نقول الكلمة الجميلة والكلمة الطيبة لكل الناس، فـ"الكلمة الطيبة صدقة"، "وتبسمك فى وجه أخيك صدقة"، وليس هذا فحسب؛ فنحن مطالبون بأن نقول ما هو أحسن، فلو كنت بين كلمتين إحداهما حسنة والأخرى أحسن، وجب عليك أن تقول التى هى أحسن، لأن الله "سبحانه وتعالى" يقول: "وقل لعبادى يقولوا التى هي أحسن"، فالكلمة الطيبة من صفات المؤمنين، يقول الحق "سبحانه": "الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات"، قال كثير من أهل العلم ومن المفسرين ومن الشراح: الكلمة الطيبة للرجل الطيب وللمرأة الطيبة، والكلمة الخبيثة للرجل الخبيث وللمرأة الخبيثة، فالطيب لا يقول إلا طيبا، ولا يفعل إلا طيبا، وهذا لا يكون منحنة ومنة وفضل من الله "سبحانه وتعالى" الذى قال: "وهدوا إلى الطيب من القول"، فما أحوجنا إلى الكلمة الطيبة الجميلة، وإلى القول الجميل، وإلى اللفظ الجميل، مر سيدنا عمر بن الخطاب "رضى الله عنه" على قوم يوقدون النار ليلا ولم يعرفهم بأسمائهم، فقال: "السلام عليكم يا أهل الضوء"، ولم يقل" السلام عليكم يا أهل النار" هروبا أو خروجا من كلمة "النار" إلى كلمة "الضوء"، فتعالى الإسلام إلى الكلمة الطيبة والقول الطيب وإلى الإصلاح بين الناس، يقول تعالى: "لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما".

كما بين معاليه أن القرآن الكريم كما تحدث عن والصبر الجميل، الصفح الجميل، والهجر الجميل، والسراح الجميل، والدفع الجميل، والقول الجميل؛ تحدث عن "اللباس الجميل "أفضل لباس يلبسه الإنسان ويكون فى أجمل هيئة، وهو "لباس التقوى"، حيث يقول الحق "سبحانه وتعالى": "ولباس التقوى ذلك خير"، ويقول الشاعر السموأل بن عادياء:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتديه جميل
فنحن كماء المزن ما فى نصابنا
كهام ولا فينا يعد بخيل
وما أخمدت نار لنا دون طارق
ولا ذمنا فى العالمين نزيل
ويقول نبينا "صلى الله عليه وسلم ": "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، فالعبرة بالجوهر وليست بالأشكال، إنما هى بالتقوى، مر رجلان على أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، فلما مر الأول قال النبى "صلى الله عليه وسلم" لأصحابه:"ما تقولون فى هذا؟"، قالوا،" جدير إن تحدث ان يستمع إليه، وإن يخطب أن يزوج، ثم مر الآخر، فقال "صلى الله عليه وسلم": "ما تقولون فى هذا؟"، قالوا: "إن استشفع لا يشفع له، وإن تحدث لم يستمع إليه"، فقال النبى "صلى الله عليه وسلم ": والله لهذا - الذى نظرتم إلى ضعفه - خير عند الله "عز وجل" من ملء الأرض من ذلك، ويقول "صلى الله عليه وسلم": "رب أشعث أغبر، لا يؤبه له - أى لا يلتفت إليه الناس - لو أقسم على الله لأبره".

وزير الأوقاف الاوقاف رمضان شهر رمضان

مواقيت الصلاة

الإثنين 02:03 مـ
22 شوال 1446 هـ 21 أبريل 2025 م
مصر
الفجر 03:50
الشروق 05:22
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:26
العشاء 19:48
click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
banquemisr