هل تشهد بداية رمضان اشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أمام الأقصى؟
عبده حسن مصر 2030يتجه الإسرائيليون والفلسطينيون نحو أسبوع مشحون بالتوتر والاحتمالات العنيفة، حيث لا تزال هناك علامات على استمرار إطلاق النار في غزة، وتمت مطالبة حماس بتنظيم مسيرات احتجاجية في العديد من البلدان الإسلامية بمناسبة بداية شهر رمضان يوم الاثنين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، كان من الممكن أن يتم التوصل إلى وقف للأعمال العدائية قبل بدء شهر رمضان، ولكن تراجعت الآمال بعد فشل المحادثات الغير مباشرة في القاهرة في تحقيق أي تقدم خلال الأسبوع الماضي.
وصرح الرئيس جو بايدن يوم الجمعة بأن الاتفاق بين حماس وإسرائيل "يبدو الآن صعبًا"، وعبر عن قلقه إزاء التصاعد العنيف في القدس عندما سئل عنه.
فكل عام، يسلط شهر رمضان الضوء على سيطرة إسرائيل على المجمع المرتفع في البلدة القديمة بالقدس، والمعروف باسم الحرم الشريف للمسلمين وجبل الهيكل لليهود.
ويحاول مئات الآلاف من المصلين المسلمين الوصول إلى المسجد الأقصى خلال هذا الشهر المبارك لأداء صلوات خاصة تؤدى فقط خلال شهر رمضان.
ويحتل المسجد الأقصى المرتبة الثالثة بين أقدس المواقع في الإسلام بعد مكة والمدينة، وبجواره يقع حائط المبكى، الذي يُعتبر أقدس مكان للصلاة عند اليهود.
واستنادًا إلى مداهمات الشرطة للمسجد في عامي 2022 و2023، استشهدت حماس بسبب لهجوم في 7 أكتوبر، والذي أُطلق عليه اسم "عملية طوفان الأقصى".
وتسعى حماس، المنظمة الإسلامية المتشددة، إلى تعزيز الوعي بقضية الوصول إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان بين الفلسطينيين والمسلمين في جميع أنحاء العالم.
وفي بيان نُشر على قناة تليغرام، وصف أبو عبيدة، المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، رمضان بأنه "شهر النصر، شهر الجهاد"، داعيًا شعبه إلى التوجه إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى، ومنع الاحتلال من تحقيق أهدافه في السيطرة والتقسيم، مؤكدًا أن المسجد الأقصى ملك لهم.
وفي وقت سابق من الشهر، حث إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس المنفى في قطر، الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط، التي تحظى بدعم من إيران، على تكثيف الهجمات على إسرائيل خلال شهر رمضان، ودعا إلى "حركة واسعة ودولية لكسر الحصار على إسرائيل" والدفاع عن المسجد الأقصى.
وقد اندلعت الحرب في غزة بسبب الهجوم الوحشي الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر، والذي أدى إلى مقتل حوالي 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين، واحتجز مقاتلو حماس 250 رهينة، حيث تم الإفراج عن نصفهم تقريبًا خلال هدنة في نوفمبر.
وبعد ذلك، شنت إسرائيل هجومًا على غزة، وفقًا لوزارة الصحة في الأراضي التي تسيطر عليها حماس، حيث أفادت بمقتل ما لا يقل عن 30,878 شخصًا، وكان معظم الضحايا من النساء والأطفال، وأدى الهجوم إلى تدمير جزء كبير من المنطقة، تاركًا خلفه أنقاضًا.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء مع الطلاب العسكريين أن إسرائيل تنوي تنفيذ هجوم بري على رفح، المكان الوحيد الذي يُعتبر نسبياً آمنًا في غزة، وذلك ربما خلال شهر رمضان.
وحتى حلفاء إسرائيل حذروا من أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في غزة، وقد يزيد من حدة العنف.
وتقع رفح في الجنوب الأقصى لقطاع غزة، وتضم حوالي مليون نازح، كما أنها نقطة دخول للمساعدات ومركز لوجستي لوكالات الإغاثة.
وتقول إسرائيل إن معظم قادة حماس والقوات العسكرية المتبقية موجودة هناك، مما يعني أن الهجوم لن يتوقف حتى يتم التعامل معهم.
كما أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قلقه إزاء الغزو المحتمل لرفح، مشيرًا إلى أنه "خط أحمر" بالنسبة له، لكنه أكد على دعم إسرائيل، مؤكدًا أن الدفاع عنها يبقى أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة له.
وفي مقابلة مع شبكة "إم إس إن بي سي"، انتقد بايدن سياسات نتنياهو ووصفها بأنها تضر إسرائيل أكثر مما تساعدها، وأشار إلى ضرورة تحمله للعواقب.
و هناك دعوات متزايدة لمراعاة حياة الأبرياء التي تفقد بسبب التصعيدات العسكرية.
ويذكر هيو لوفات من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن شهر رمضان قد يزيد من التوتر في المنطقة، حيث تستغل حماس هذه الفترة لجذب المزيد من الدعم والاحتجاجات، خاصةً حول قضية الحرم الشريف، مما قد يؤدي إلى تصاعد العنف في الضفة الغربية وحتى خارج إسرائيل.
ويعتقد مراقبون أن القيود المفروضة على الصلاة في الحرم الشريف قد تكون مصدر توتر إضافي، لكن السماح بالصلاة بحرية قد يساعد في تهدئة الأوضاع بعد شهور من التوترات.
وقال سامر السنجلاوي، رئيس اللجنة: "إذا كانت العملية سلسة ورأى الناس نصف مليون مصلٍ في المسجد، فستهدأ الأمور، ولكن إذا رأوا كتلًا ونقاط تفتيش ومسلمين يضطرون للصلاة في الطريق، فسيكون ذلك بمثابة إنذار"، تُعتبر صندوق تنمية القدس منظمة غير حكومية.
وقد أثار وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتامار بن جفير، جدلًا الشهر الماضي عندما اقترح منع الأقلية المسلمة في إسرائيل، التي تشكل حوالي 18٪ من السكان، من دخول الموقع في شهر رمضان المقبل.
فتم إلغاء القرار لاحقًا وطُلب من الشرطة الإسرائيلية تحديد الأعداد وفقًا لمعايير الأمن الفوري والسيطرة على الحشود، مع إجراء مراجعة للوضع بعد أسبوع.
وتم إبلاغ الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل غير رسمي بأنه سيُسمح للرجال الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا والنساء والأطفال بالمرور عبر نقاط التفتيش لزيارة الأماكن المقدسة خلال شهر رمضان.
ومنذ 7 أكتوبر، لم يتم السماح سوى لعدد قليل من الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية ويبلغ عددهم 3 ملايين نسمة بالدخول إلى إسرائيل.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أنه لن يتم فرض أي قيود على عرب إسرائيل وسكان القدس الشرقية.
وأضاف السنجلاوي، أحد سكان القدس الشرقية: "سيتجمع المسلمون معًا كل يوم للصلاة والجلوس حول الطاولات ومشاهدة ما يحدث في غزة، وسيكون لهذه الأمور تأثير أكبر بعشرة أضعاف في رمضان". وتابع قائلا لصحيفة الأوبزرفر: "الجو مشحون هنا. نحن فقط ننتظر العاصفة."