صحيفة أمريكية تُهاجم بايدن بسبب خطابه الأخير.. ما القصة؟
عادةً خطابات حالة الاتحاد ما تتلاشى من الذاكرة بسرعة، ولكن خطاب الرئيس جو بايدن أمس الخميس لم يكن عادياً بأي حال من الأحوال.
وكانت كلماته مثيرة للانقسام بين الديمقراطيين، ومثيرة للجدل لدى الجمهوريين، إذ استخدمه لاستهداف خصومه السياسيين بشكل مباشر، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وعادةً تسعى الخطابات إلى التواصل مع جميع الفئات السياسية، ولكن هذا الخطاب كان مختلفًا، حيث لم يجني أي دعم من الجمهوريين، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات لأوكرانيا، الأمر الذي كان ضرورياً للحصول على دعم عرضي من الجانب الجمهوري.
وبالرغم من أنه قدم حججًا جيدة لدعم أوكرانيا، إلا أنه ارتكب خطأ سياسيًا بالغًا عندما قارن بين تهديد روسيا والتحديات الداخلية في الولايات المتحدة، مما أثار استياء العديد من مؤيدي أوكرانيا.
ويُعتقد أن خطاب الرئيس جو بايدن قد جعل من الصعب على أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري مقاومة دونالد ترامب والتصويت لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، والسؤال هو: هل كانت المخاطرة بالاندفاع الحزبي القصير المدى تستحق ذلك؟
ففي ظل التهديدات الخارجية للديمقراطية، كان بإمكان بايدن أن يقدم عرضًا مشتركًا بين الحزبين لزيادة الإنفاق الدفاعي، تمامًا كما فعل جيمي كارتر في السنة الأخيرة من رئاسته عندما كانت هناك تهديدات من الاتحاد السوفياتي.
ومع ذلك، يبدو أن بايدن يريد الإنفاق على مجموعة متنوعة من الأمور بدلاً من ذلك، وقد يكون هذا خطأ تاريخيًا مع تزايد التهديدات من إيران وروسيا والصين.
وتراجع الخطاب إلى قائمة مواضيع الحملة الانتخابية الحزبية وارتباطها الوثيق باليسار، في حين وصف المعارضة بأنها سيئة النية وتهدف إلى إيذاء البلاد.
كما كانت قائمة أعداء الرئيس في الخطاب طويلة، وأكثر بكثير من قائمة أعداء ترامب.
وألقى بايدن محاضرة حول الأخلاق والمدنية، وانتقد إسرائيل بشدة أكبر من الانتقادات التي وجهها لحماس، مما يعتبر توجيهًا قويًا لليسار المناهض لإسرائيل.
ولكن قد تكون لهذه المحاضرة عواقب على أرض الواقع في الشرق الأوسط، حيث قد يتساءل الخصوم عن التزام الولايات المتحدة تجاه أقوى حليف لها في المنطقة.
كما كانت هذه المحاضرة محاولة لتهدئة الديمقراطيين المناهضين لإسرائيل وحشد دعمهم، ولكن يبقى التساؤل حول فعالية هذه الرسالة كجزء من الحملة الانتخابية.
وفي جلسة مجلس النواب يوم الخميس، وعد جو بايدن بأربع سنوات أخرى من التحديات والتوترات المحتملة.
