شروط حماس ورد إسرائيل.. ما جديد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة؟
عبده حسن مصر 2030يسعى المسؤولون المصريون والقطريون إلى إنهاء المفاوضات مع حركة حماس في القاهرة لتقديم قائمة تضم أسماء الرهائن المقرر إطلاق سراحهم كخطوة أولى في إطار اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت مع إسرائيل، وفقًا لمصادر مطلعة على سير المحادثات.
وعلى الرغم من عدم إرسال إسرائيل لوفد إلى اليوم الثاني من المفاوضات في القاهرة، تطالب حركة حماس بتقديم قائمة تتضمن أسماء 40 رهينة من كبار السن والمرضى، الذين سيتم إطلاق سراحهم في مرحلة أولى كجزء من الهدنة المقررة التي ستمتد في البداية لستة أسابيع، بدءاً من شهر رمضان، وفقًا للمسؤولين.
وفي السياق نفسه، تطالب حركة حماس بفتح ممر لإدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق إلى قطاع غزة، وتسمح للفلسطينيين الذين نزحوا من منازلهم في شمال القطاع الساحلي بالعودة إليها.
وأفاد مسؤولون أمريكيون بأن إسرائيل وافقت "بطريقة أو بأخرى" على اتفاق وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، والذي أعلن جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، أنه سيشمل فترة هدنة لستة أسابيع تبدأ بإطلاق سراح المرضى والمسنين والنساء الرهائن.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية في واشنطن، لا يزال غير واضح ما يعيق حماس من إصدار قائمة تحديدية لهوية الرهائن الأربعين الأولى، مشيرة إلى أن الشكوك بشأن القوائم والهويات قد أثرت سلباً على جهود المفاوضات السابقة بشأن الرهائن في نوفمبر.
كما أشارت إلى أن ذلك قد يعكس مشاكل في التواصل بين وحدات حماس داخل غزة وخارجها، أو أن بعض الرهائن قد يتم احتجازهم من قبل جماعات أخرى بما في ذلك حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، أو أن بعض عناصر حماس قد تكون تحتجز المعلومات كوسيلة لعرقلة الصفقة.
وتعتقد واشنطن أن عدم حضور الوفد الإسرائيلي لا يعني بالضرورة فشل آمال وقف إطلاق النار، حيث يمكن للمفاوضين الإسرائيليين الانضمام في غضون ساعتين إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن القائمة.
وأكدت مصر وقطر لإدارة جو بايدن أنهما تمارسان ضغوطًا على ممثلي حماس في القاهرة لتحديد هويات الرهائن المعنيين.
بالإضافة إلى ذلك، تشدي الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل لفتح طرق برية جديدة، بالإضافة إلى ممر بحري جديد، بهدف تيسير تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل أكبر، وذلك لمنع اندلاع المجاعة التي حذرت منها وكالات الأمم المتحدة من أنها وشيكة.
وفي هذا السياق، أكدت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، يوم الأحد، ضرورة على إسرائيل "زيادة تدفق المساعدات بشكل كبير".
وفي السياق نفسه، استخدم الرئيس جو بايدن لغة مشابهة في تغريدة له يوم الاثنين، حيث قال: "المساعدات المتدفقة إلى غزة ليست قريبة بما فيه الكفاية - ولا بالسرعة الكافية"، وعلى الرغم من ذلك، لم يشير بايدن إلى إسرائيل بالاسم كونها الطرف المسؤول.
من جانبه، صرح المتحدث باسم البيت الأبيض، كيربي، بأن تسليم الشاحنات إلى غزة تباطأ بسبب المعارضة التي أبداها بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية، وأضاف: "إن إسرائيل مطالبة بتحمل المزيد من المسؤولية في هذا الأمر".
وفي الوقت نفسه، زادت إسرائيل من اتهاماتها ضد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيين (الأونروا)، مزعمة أن الأونروا في غزة توظف أكثر من 450 "ناشطًا عسكريًا" من حماس والجماعات المسلحة الأخرى، وأنها قدمت هذه المعلومات الاستخبارية للأمم المتحدة.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، مساء الاثنين، قائلاً: "أكثر من 450 موظفًا في الأونروا هم عملاء عسكريون في الجماعات الإرهابية في غزة". وأضاف: "هذا ليس مجرد صدفة. إنه أمر منهجي".
وأشار إلى أنهم قدموا هذه المعلومات لشركائهم الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة. وأفادت الأونروا لوكالة فرانس برس بأن بعض موظفيها أفادوا بأنهم أجبروا على التصريحات تحت "التعذيب وسوء المعاملة" خلال استجوابهم بشأن هجوم أكتوبر.
وقدم رئيس الوكالة، فيليب لازاريني، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين، تحذيراً بشأن حملة متعمدة ومنسقة لتقويض عمليات الأونروا وإنهائها في النهاية، مؤكداً أن هذه الحملة تستهدف إغراق الجهات المانحة بمعلومات مضللة لزرع عدم الثقة وتشويه سمعة الوكالة.
وأشار لازاريني إلى أن تفكيك الأونروا، التي تضم ما يصل إلى 13 ألف موظف في غزة، سيؤدي إلى انهيار الاستجابة الإنسانية في القطاع، مما يتسبب في معاناة هائلة.
وفي تقرير أولي صادر عن مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية أشار إلى أن المحققين لم يتلقوا دليل من إسرائيل بشأن الادعاءات المتعلقة بتورط موظفي الأونروا في هجوم حماس في أكتوبر، ولكن من المتوقع أن يقدم مكتب خدمات الرقابة الداخلية مزيدًا من المعلومات قريبًا.
وبالإضافة إلى ذلك، أكدت براميلا باتن، مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعنف الجنسي في الصراعات، أن هناك "أسباب معقولة" للاعتقاد بأن حماس ارتكبت جرائم اغتصاب وتعذيب جنسي خلال هجوم أكتوبر، مضيفة أن هذا النوع من العنف قد يكون مستمرًا.
وخلال المحادثات في القاهرة، وصل وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى واشنطن لإجراء محادثات مع نائبة الرئيس هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، مما أثار استياء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشكل واضح. نتنياهو دعا منافسه السياسي طويل الأمد إلى الانضمام إلى حكومة ائتلافية بعد هجوم حماس في أكتوبر، ومع ذلك، لم يؤدي ذلك إلى تحسين العلاقات المتوترة بينهما.
كما أن المسؤولون الأمريكيون أقرّوا بأن زيارة غانتس إلى واشنطن، التي تعزز من مكانته كزعيم محتمل، قد تزيد من التوترات، ولم يتم دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض منذ عودته إلى المنصب في نهاية عام 2022.
ويُقال إن غانتس طلب الزيارة بدلاً من أن تتم دعوته، ولكن المسؤولين الأمريكيين رحبوا بالفرصة للتحدث مع عضو في حكومة إسرائيل.
وتدعو الإدارة الأمريكية إلى فتح المزيد من نقاط العبور إلى غزة، خاصةً معبر إيريز في الشمال، وهو ما يعتبره منظمات الإغاثة أمرًا ضروريًا.